عادل حمودة يكشف تفاصيل جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني (فيديو)
كشف الكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس مجلس تحرير جريدة الفجر، تفاصيل المشروع النووي الإيراني ولا سيما التي ظهرت حوله العديد من علامات الاستفهام على مر السنين الماضية، منها ما تم تأكيده ومنها ما تم نفيه.
وقال "حمودة" خلال تقديم برنامجه "واجه الحقيقة" المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية" مساء اليوم السبت "وده اللى هيخلينا نتكلم الآن عن ما يُعرف بأسطورة البرنامج النووي الإيراني، بدأت القصة في الخمسينات أثناء حكم الشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان مؤمنا بأن الطاقة النووية هي بوابة التصنيع ورمز الحداثة والتقدم".
وأضاف: "الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة كانت أول دولة ساعدت إيران من أجل امتلاك مفاعلات نووية، في سياق برنامج الذرة من أجل السلام، الذي تبناه الرئيس الأمريكي أيزنهاور، أراد أيزنهاور مساعدة الدول النامية على استغلال الطاقة النووية في تحقيق أهداف سلمية، والأهم كسب حلفاء لبلاده في الحرب الباردة".
وتابع: "في 1967، قدمت واشنطن لطهران أول مفاعل للأبحاث النووية والذي تم تشغيله في جامعة طهران. أصبح هذا المفاعل نقطة انطلاق لمشاريع لاحقة بمليارات الدولارات بالمشاركة مع ألمانيا وفرنسا وجنوب إفريقيا، لكن مع الأسف بعد 11 سنة انقلب الحكم على الشاه وتسلمت الثورة الإسلامية الخمينية السلطة وجمدت المشروع كما أصدرت فتوى بأن الأسلحة النووية محرمة شرعًا، طبعا، الفتوى اتغيرت أول ما بدأت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت من 1980 إلى 1988، خصوصًا لما عرفت طهران عن جهود العراق لتطوير السلاح النووي، مما دفعها لاستئناف عملها النووي".
واستطرد: "شهد البرنامج النووي الإيراني عددا من المحطات، بدأت المحاولة الأولى في عام 1982 بعقد سلسلة من المؤتمرات عن أنشطة تحويل اليورانيوم على نطاق صغير ثم توسعت هذه المؤتمرات في وقت لاحق، ثم اتجهت طهران لاستيراد أجهزة للطرد المركزي من كيانات غير محددة، وأشارت العديد من التقارير أن إيران تواصلت مع أبو القنبلة النووية الباكسانية أو الأب الروحي للبرنامج النووي الباكستاني عبد القدير خان. ولم تقر إيران رسميًا بشكل قاطع بحصولها على سلاح نووي، ولكن ما أقدمت عليه في التسعينات يرجح أنها اتخذت قرارها السياسي في هذا الشأن، ومع مطلع التسعينات بدأت إيران في البحث عن بلد يتعاون معها في مشروعها النووي، ووقع الاختيار على الاتحاد السوفياتي السابق".
وأردف: "تعاقدت طهران مع الروس عام 1995 لتطوير مفاعلها وفقا للطراز السوفيتي، واعتبرت هذا التعاقد فرصة لإعادة إحياء برنامجها النووي. تأسست منظمة بحثية مشتركة بين روسيا وإيران باسم «برسيبوليس»، وذلك لإمداد إيران بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية المهمة".
وتابع: "وبناء عليه، بدأ الروس بناء محطة أصفهان ومفاعل آراك ومحطة نطنز. طبعا الغرب بدأ يستشعر الخطر وتصاعد التوجس الدولي من خطر امتلاك إيران للسلاح النووي، وكان عام 2002 بداية انفجار الوضع بين الغرب وإيران، خاصة بعد تصريحات علي رضا جعفر زاده، المتحدث باسم الجماعة الإيرانية المنشقة عن المجلس الوطني للمقاومة في إيران، أكد جعفر زاده بصورة علنية على وجود موقعين نوويين تحت الإنشاء لتخصيب اليورانيوم وتحديدًا في موقع تحت الأرض في منطقة نطنز وآخر في مرفق المياه الثقيلة في أراك".
واستكمل حديثه: "في عام 2003، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها ولأول مرة أن إيران لم تعلن بشكل كامل وحقيقي عن أنشطتها النووية في التخصيب والمعالجة، واتهمت الوكالة إيران بـ تخصيب اليورانيوم لإنتاج وقود للمفاعلات (في مستويات عليا من التخصيب) تسمح بتصنيع الأسلحة. لكن إيران رفضت هذا التقرير وقالت أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط. على أن المؤكد أن حالة من الغموض سيطرت على حقيقة المشروع وحجم التقدم الذي وصل إليه. في النهاية استخدمت إيران البرنامج كوسيلة ضغط على العالم الغربي، وشهدت العلاقات الإيرانية الغربية عملية شد وجذب على خلفية البرنامج النووي.