عادل حمودة يكشف المتورط الأول في اغتيال العالم النووي "يحيى المشد" (فيديو)
قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس مجلس تحرير جريدة الفجر، عن دور ماري إكسبرس في وقائع اغتيال الموساد للعالم المصري النووي يحيى المشد.
وقال "حمودة" خلال تقديم برنامجه "واجه الحقيقة" المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية" مساء اليوم السبت: "بعد واقعة اغتيال يحيى المشد ظلت هذه الحادثة عالقة في ذهني وحرصت على جمع المعلومات والشهادات المختلفة ومن أهمها شهادة أرملته السيدة زنوبة علي الخشخاني والتي كانت متأكدة أن اغتيال المشد كان نتيجة عمل مدبر".
وأضاف "وكأن الجاني كان يريد اغتيال المشد مرتين، بقتله مرة، وتشويه سمعته مرة أخرى، وتعد هذه القضية واحدة من أكثر القضايا غموضا في فرنسا، وبدأت بعض التحليلات الفرنسية تؤكد تورط الموساد، وكان أول دليل على تورط الموساد ليس في فرنسا وليس في مصر، ولكن عبر أثير الإذاعة الإسرائيلية وبالتحديد بعد ساعات قليلة من اغتيال العالم المصري".
وتابع "أثار دور ماري إكسبرس فضولي الصحفي خاصة أنها كانت الشاهدة الوحيدة والتي أكدت التحقيقات أنها حاولت التقرب من العالم المصري، الذي رفض التجاوب معها وابتعد عنها ولكنها ظلت منتظرة على باب غرفته في الفندق على أمل أنه يفتح لها الباب، لكن الباب ظل مغلقًا في وجهها".
واستطرد "حسب شهادتها الرسمية، كانت هناك أصوات معركة دائرة داخل غرفة المشد في ليلة وفاته، وبعد شهر وبالتحديد في 12 يوليو 1980 دهست سيارة مسرعة الشاهدة الوحيدة وفي ثواني أصبحت جثة هامدة، وكان اغتيالها دليلا جديدا على تورط جهاز الموساد في اغتيال العالم المصري، وظهرت في ما بعد شهادات عديدة تؤكد هذه الحقيقة".
وأردف "المثير أن هناك عددًا كبير من التسربيات أكدت تورط جهاز الموساد في عملية الاغتيال على سبيل المثال، ضابط المخابرات الإسرائيلية المنشق (فيكتور ستروفيسكي) أشار في كتاب من تأليفه بعنوان (بطريق الخداع) في سبتمبر 1990، لتفاصيل هذه العملية، اعترف ستروفيسكي أن عميل في المخابرات الإسرائيلية يتحدث العربية ذهب للمشد في غرفته وحاول الدخول مؤكدا للعالم المصري أن لديه عرض مالي ضخم له مقابل التعاون مع جهة ما، لكن المشد طرده".
واستكمل حديثه "بعد ساعات من طرد المشد لهذا العميل تسلل إلى غرفته اثنان من عملاء الموساد وفتحوا الباب بمفتاح مزور وحطموا رأس العالم المصري، ووضعوا لافتة عدم الإزعاج على باب غرفته لضمان وفاته قبل أن يفكر أي شخص في دخول الغرفة".
وتابع "الاعتراف الثاني للموساد باغتيال المشد جاء في كتاب الصحفي البريطاني الشهير جوردن توماس (جواسيس جدعون)، وكتب توماس رئيس الموساد (في الفترة ما بين عامي 1974 و1982) أصدر أمرا إلى فرقة اغتيال من أجل التخلص من المشد بأي طريقة، تم تنفيذ عملية الاغتيال بالفعل والتي حملت اسم (عملية سفنكس) في ملفات الموساد".
وأكمل "لما قرأت ملف الجريمة عرفت سر الإصرار على اغتيال المشد، فحسب ملف جريمة اغتيال العالم المصري، أكد تقرير لجنة الطاقة الذرية الفرنسية أن الدكتور يحيى المشد هو الوحيد القادر على تطوير البرنامج النووي العراقي إلى حد الاقتراب من القنبلة الذرية".
وأضاف "الأهم أن التقرير أشار إلى أن قبل اغتياله بساعات كان قد أنهى بنجاح مهمته في فحص الوقود النووي من اليورانيوم المخصب بدرجة 93% والذي يمكن استخدامه في صناعة القنبلة الذرية. ولم تكتف إسرائيل بقتل المشد فقط، ففي عام 1981 استهدفت عدة غارات إسرائيلية المفاعل النووي العراقي، وتم تدميره بالكامل، لتكتمل سلسلة الإجراءات لصالح أن تظل إسرائيل منفردة في المنطقة بالقوة النووية".