طعنة واحدة تغير مسار التاريخ.. عادل حمودة يكشف كواليس اغتيال بطرس غالي
قال الكاتب الصحفي والإعلامي عادل حمودة، رئيس تحرير جريدة الفجر، إن الاغتيالات كانت مشهدًا متكررًا في الحياة السياسية المصرية قبل ثورة يوليو، ففي 20 فبراير 1910 تم اغتيال رئيس الوزراء بطرس غالي، وبداية من تلك الجريمة، بدأت الاغتيالات السياسية في مصر، إذ أطلق إبراهيم ناصف الورداني عضو الحزب الوطني ست رصاصات على بطرس غالي أمام وزارة الحقانية اصابته منها رصاصتان فقتلته، وحينها كان إبراهيم الورداني شابًا في الرابعة والعشرين من عمره، ودرس الصيدلة في سويسرا لمدة عامين، وسافر إلى إنجلترا ليقضي فيها عاما آخر حصل خلاله على شهادة في الكيمياء، وعاد إلى مصر في عام 1909 ليعمل في الصيدلة.
مبررات القاتل
وأضاف «حمودة»، خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، الذي يعرض على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أنه عند القبض عليه بعد الحادث برر ما فعل بأن بطرس غالي خائن، وأكد أيضًا أنه غير نادم على ما فعله، وادعى أنه كان لديه أكثر من دوافع وراء ارتكابة الجريمة، منها رئاسته للمحكمة المخصوصة في حادث دنشواي، ثم توقيعه اتفاقية السودان في 19 يناير 1899 التي فرضت حكمًا ثنائيًا مصريا بريطانيا على السودان، وكذلك إعادة قانون المطبوعات الذي شدد الرقابة على حرية التعبير، وسعيه إلى مد امتياز قناة السويس.
موجة الاغتيالات السياسية
وتابع الكاتب الصحفي والإعلامي: « فيما بعد سألت الدكتور بطرس غالي الذي سمي على اسم جده عن رأيه فيما حدث قال أعترف بأن جدي أخطأ لكن ليس إلى حد اغتياله، المشكلة أن منفذ الجريمة تأثر بموجة الاغتيالات السياسية التي اجتاحت أوروبا وقت كان يدرس ويعيش فيها، كانت التصفيات السياسية موضة في أوروبا نقلها إبراهيم الورداني إلينا لتتكرر كثيرا فيما بعد».
طعنة واحدة تغير مسار التاريخ
وواصل: « من يوليوس قيصر إلى أنور السادات، ومن حضارات قديمة إلى عصور حديثة، بدا أن طعنة واحدة يمكن أن تغير مسار التاريخ، وبدا أن رصاصة واحدة يمكن أن تتلاعب بمصائر الشعوب، وبدا أن حادثة واحدة يمكن أن تشعل حربا عالمية، لكن ذلك لا يحدث دائما في الجرائم السياسية، الغالبية العظمى من الجرائم السياسية تبقى النظم على ما هي عليه، حتى لو أصابت حكامها، التغيير وهم يسيطر على مرتكبي الجريمة السياسية يستيقظون منه وحبل المشنقة يلتف حول أعناقهم وعن قرب يشاهد هزيمتهم رجال النظام الذين حاولوا إسقاطه».