هاني تمام: الكتاتيب جزء من الثقافة المصرية وتعلم القيم والأخلاق
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، على أهمية الكتاتيب في تاريخ التعليم المصري، لافتا إلى إن الكتاتيب تمثل جزءًا أساسيًا من الثقافة المصرية العريقة، وأن كل الأجيال تعلمت فيها على مر العصور، حيث كان الكتاب مكانًا لتعليم القرآن الكريم بالإضافة إلى تعليم القراءة والكتابة والحساب، وكذلك غرس القيم والمبادئ.
وأوضح الدكتور هاني تمام، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن الكتاتيب كانت أكثر من مجرد أماكن لتعليم القرآن، حيث كانت أيضًا مجالًا لتشكيل شخصية الطلاب على أسس دينية ووطنية سليمة، موضحا أن الكتاب كان يتيح لنا تعلم القيم والمبادئ الأساسية التي تحافظ على هوية الأمة، ويجب أن نشكر القائمين على إحياء هذا الدور مرة أخرى.
وأكد على ضرورة أن يتم توجيه الانتباه إلى محاصرة الأفكار الإرهابية والمتطرفة في ذهن الطلاب، مشيرًا إلى أهمية أن يكون القائمون على هذه الكتاتيب من ذوي الرؤى التربوية السليمة التي تساعد على حماية الأطفال والشباب من الانحراف الفكري منذ الصغر.
وأوضح: "التعليم في الصغر كان نقشًا على الحجر، فإذا تمكنا من تحصين الطلاب في مراحلهم المبكرة وتعليمهم الثوابت الدينية والوطنية، فإن هذا سيقيهم من الأفكار السلبية في المستقبل".
كما تطرق الدكتور هاني تمام إلى أهمية العودة إلى نموذج الكتاتيب القديمة التي تربى فيها الأجيال السابقة، والتي كان يشرف عليها مشايخ متفرغين فقط لتعليم القرآن الكريم دون الانشغال بأي أفكار أخرى.
وأوضح: "الشيخ في تلك الكتاتيب كان مكرسًا لتعليم القرآن فقط، وكان يحفظنا ويروي لنا القرآن الكريم برواياته المختلفة دون أي توجهات أخرى"
وختم: "نحن بحاجة إلى استعادة نموذج الكتاتيب القديمة لكن برؤية جديدة، تواكب العصر وتساهم في تربية الأجيال القادمة بشكل يتماشى مع احتياجات المجتمع في الوقت الحالي".