خالد الجندي: التطرف ليس مرتبطًا بالفقر والجهل
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المشكلة الأساسية التي تؤدي إلى السلوك العنيف أو الفكر المتطرف لا تكمن في الفقر أو الجهل كما يعتقد البعض، بل في عوامل نفسية وتربوية عميقة.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: "قد يعتقد البعض أن الفقر أو الجهل هما السبب الرئيسيان وراء التطرف، ولكن الحقيقة أن هناك أشخاصًا أغنياء وأصحاب تعليم عالٍ ومع ذلك انحرفوا وأصبحوا متطرفين، وهذا يطرح تساؤلات مهمة حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك."
ومن جانبه أشار أحد الشباب المشاركين فى الحوار، إلى أن الفهم الخاطئ للعقيدة وتربية الأجيال على أفكار متشددة يمكن أن تكون عوامل مساعدة، لافتا إلى أنه أحيانًا نجد شخصًا تربى في بيئة دينية متشددة، أو يتأثر بفكر منحرف من المحيطين به، ويبدأ في تطبيق مفاهيم دينية بطريقة مغلوطة، مما يدفعه إلى رفض المجتمع والولاء لفكر أو جهة غير وطنه.
وأوضح أن التطرف لا يرتبط فقط بتفسير ديني خاطئ، بل يشمل أيضًا خللًا في عملية التنشئة الاجتماعية، قائلا: "الآباء والأمهات قد لا يكونون مؤهلين بما فيه الكفاية للتعامل مع قضايا أولادهم النفسية والدينية، خاصة في ظل غياب الحوار المفتوح بين الأجيال، مما يساهم في نمو أفكار متطرفة لديهم، وبالتالى هناك دور الأسرة في التوجيه الصحيح للأبناء منذ الصغر".
فيما قالت إحدى الفتيات المشاركة فى الحوار: "هناك أيضًا خلل في فهم بعض المفاهيم الدينية، مثل التعصب للأشخاص أو للموروثات دون تحليل أو تفكير، بعض الناس يصبحون متعصبين لمشايخ أو أفكار معينة لمجرد تأثرهم بهم، وهذا التعصب يؤدي إلى تطرف في التفكير والسلوك."
وأكدت أن الحل يكمن في التعليم الصحيح، وتوعية المجتمع بأهمية التفاهم والحوار، وتربية الأجيال على قيم الاعتدال والوسطية، وإذا تمكنا من بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحوار والاعتدال، سنتمكن من تقليل جذور التطرف وتوجيه الشباب نحو الطريق الصحيح.