محلل سياسي: تركيا ليست منخرطة في الهجمات على الأراضي السورية
أكد الدكتور طه علي، الباحث والمحلل السياسي، أن الوضع في حلب يشهد مخاوف من سيناريوهات كارثية قد تتجاوز نطاق الأراضي السورية.
وأشار "على" خلال حوار له مع برنامج " 90 دقيقة" المذاع عبر فضائية "المحور" اليوم الثلاثاء، إلى أن حركة "تحرير الشام" قد نفذت خلال عام 2024 سلسلة من العمليات العسكرية ضد مواقع تابعة للجيش السوري، ويبدو أن هناك رغبة متزايدة من قبل الهيئة للاستفادة من السياق الإقليمي المتغير.
وأوضح الباحث والمحلل السياسي، أن هذا السياق يتجسد في تراجع النفوذ الإيراني في عدة مناطق، بدءًا من سوريا ولبنان وصولًا إلى مناطق أخرى حيث يتواجد هذا النفوذ، وتأتي هذه التغيرات في إطار الضغوط التي تعرض لها محور المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا، فضلًا عن تشتت القرار الاستراتيجي الإيراني نتيجة للتحديات التي تواجهها القوات الإيرانية من قصف إسرائيلي ومنظومات الدفاع الجوية الأمريكية والغربية في المنطقة.
وأضاف أن انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا قد أسهم في تقليص دعمها للمحور الإيراني في المنطقة، مما جعل هناك حالة من "الاسترخاء الاستراتيجي" في محيط ما يُعرف بمحور المقاومة، الذي يضم القوى الداعمة للجيش السوري مثل حزب الله، الذي يعاني من الضغوط الإسرائيلية، ومع ضعف النفوذ الإيراني، ووجود شروخ في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، أصبحت الأرضية مهيأة لظهور فصائل وتنظيمات جديدة على الساحة السورية.
ولفت إلى أن "تحرير الشام" قد قامت بتطوير قدراتها العسكرية، بما في ذلك الأسلحة المتطورة والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى سيطرتها على معابر حيوية بين سوريا وتركيا، كما أن ضعف الجانب السوري أدى إلى تفاقم هذه التطورات، مما جعل التنظيمات المسلحة تزداد قوة وتوسعًا في ظل تراجع النفوذ الإيراني.
وصرح بأن وزارة الخارجية التركية أكدت أن تركيا ليست منخرطة في الهجمات على الأراضي السورية، وهو ما يعكس حرص أنقرة على تجنب التورط المباشر في هذه الصراعات المستمرة.