كيف يتفادى المزارعون خسائر المحاصيل في ظل برودة فصل الشتاء؟.. أستاذ مناخ يوضح
أكد الدكتور شاكر أبو المعاطي أستاذ المناخ الزراعي، أنه مع اقتراب فصل الشتاء، وتحذيرات الخبراء من انخفاض درجات الحرارة، يتساءل المزارعون عن كيفية حماية محاصيلهم من الخسائر والتلفيات الناتجة عن التغيرات المناخية، لافتًا إلى أهمية اتخاذ إجراءات استباقية لتفادي تأثيرات التغيرات المناخية على الانتاج الزراعي.
اختلال المنظومة الزراعية بسبب التغير المناخي
وأشار" أبو المعاطي" خلال حوار له مع برنامج" الخلاصة" المذاع عبر فضائية" المحور" اليوم الأحد، إلى أن المنظومة الزراعية قد شهدت اختلالًا كبيرًا نتيجة للتغير المناخي، حيث أصبح لكل فصل سماته الخاصة التي تختلف عن الأعوام السابقة، ففي هذا العام، على سبيل المثال، لا يزال فصل الخريف يحتفظ بدرجات حرارة مرتفعة خلال النهار، بينما تنخفض بشكل ملحوظ في الليل، وهو ما يتسبب في اضطراب دورة نمو المحاصيل الزراعية. هذا التفاوت الكبير في درجات الحرارة يعطل عمليات النمو ويؤدي إلى انتشار أنواع من الحشرات التي لم تكن موجودة في السابق.
وفي ظل هذه التغيرات، يقوم مركز البحوث الزراعية بتدارك هذه الأمور بشكل مسبق، إلا أن الوضع لا يزال صعبًا بسبب سرعة تغير الأحوال الجوية.
أزمة المحاصيل في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة
وأضاف أستاذ المناخ الزراعى، أن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام وصل إلى معدلات غير مسبوقة، ما أثر سلبًا على المحاصيل الزراعية التي لم تتحمل هذه الظروف، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه المزارعين وهي اختيار الأصناف المناسبة التي تتحمل التغيرات المناخية، سواء من حيث الحرارة أو الأمراض والحشرات.
وشددعلى ضرورة توجيه المزارعين إلى تحديد الأصناف المناسبة للزراعة وفقًا لما توصل إليه العلماء من بحوث، بحيث يتم اختيار الأنواع التي تتناسب مع الظروف المناخية السائدة، مما يسهم في تقليل المخاطر وزيادة الإنتاجية، منوهًا إلى أن عدم الوعي بتوقيت الزراعة وتحديد الأنواع المناسبة يمكن أن يؤدي إلى قلة الإنتاج وجودته.
التوقعات المناخية وأهمية الدراسة المسبقة للعوامل الجوية
ونوه على المزارعين بدراسة العوامل الجوية بعناية قبل البدء في موسم الزراعة، هذه الدراسة تشمل معرفة التوقعات المناخية لموسم الشتاء، وهو ما يساعد المزارعين في اتخاذ قرارات مبكرة بخصوص مواعيد الزراعة والأنواع التي يجب زراعتها.
الاستعداد لموسم الشتاء
و صرح بالنسبة للاستعداد لموسم الشتاء، متابعًا أنه يجب على المزارعين الانتباه إلى المؤشرات المناخية الخاصة بهذا الموسم، والتي تشير إلى احتمالية انخفاض درجات الحرارة بشكل مفاجئًا، ومن الضروري أيضًا تكثيف استخدام الطاقة المتجددة في الزراعة، بحيث يمكن المزارعون من تأمين بيئة مستقرة لمحاصيلهم.
أهمية التكيف مع التغيرات المناخية
وحذر من أن التغير المناخي أصبح يشكل تهديدًا أكبر من الحروب في ما يتعلق بالأمن الغذائي، معتبرًا التغيرات المناخية، مثل الجفاف والفيضانات والحرائق، من أكبر التحديات التي تواجه الدول النامية، والتي تحتاج إلى دعم مالي وفني من الدول الكبرى لتتمكن من التكيف مع هذه التغيرات.
ولفت إلى أن الحكومة قد اتخذت بعض الإجراءات للتخفيف من هذه الأضرار عبر السياسات الصنفية، التي يضعها العلماء لضمان اختيار الأصناف المناسبة التي تتحمل التغيرات المناخية،بذلك، يصبح من الضروري للمزارعين أن يتخذوا الإجراءات اللازمة ويواكبوا التطورات المناخية من خلال التوعية والعلم لتحقيق أفضل إنتاجية وأقل خسائر ممكنة.
