باحثة سياسية: "سكان شمال غزة يشربون كأسا من المياه لسد رمق الجوع"

توك شو

غزة
غزة

أكدت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتفتيته إلى ثلاثة أجزاء، مشيرة إلى أن هذه الخطة لا تقتصر فقط على تقسيم غزة إلى منطقة شمالية وجنوبية، بل تشمل أيضًا تغييرًا ديموغرافيًا وجغرافيًا في المناطق الشمالية.

 


وقالت "حداد " خلال مداخله هتفية مع استوديو الاخبار " المذاع عبر فضائية "ten" اليوم الاحد، إن هناك خططًا تهدف إلى تقسيم المناطق الواقعة بين بيت لاهيا وبيت حانون، وصولًا إلى منطقة جباليا، وذلك لإعادة تشكيل هذه المناطق بشكل يضمن بقاء المحور العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي في شمال القطاع، موضحةً أن مساحة هذه القاعدة العسكرية تقدر بـ65 كيلو مترًا مربعًا، إضافة إلى استقطاع جزء من أراضي غزة بعمق 1 كم من الشمال وصولًا إلى كرم أبو سالم، مشيرةً إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل فرض سيطرته على محور "فلادلفيا" الذي يمتد على عمق 14 كيلو مترًا.
وأضافت الباحثة السياسية أن الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة بلغ مستويات كارثية، حيث تدمّر البنية التحتية بشكل شبه كامل، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الحيوية، مما جعل من الصعب وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، مشيرةً إلى أن عدد سكان شمال غزة كان يقدر بنحو 300 ألف نسمة، لكنه تراجع إلى نحو 70 ألف مواطن بسبب القصف المستمر والحصار المفروض، مما دفع السكان إلى اللجوء إلى شرب كأس  من المياه لسد جوعهم.
وأوضحت أن المفاوضات السياسية الخاصة بقطاع غزة تواجه مأزقًا كبيرًا، مشيرة إلى أن نتنياهو لا يبدو مهتمًا بأي اتفاقيات تفضي إلى وقف الحرب أو إخراج قواته من القطاع، مؤكدةً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى إجبار حركة حماس على نزع سلاحها نهائيًا، فضلًا عن عزمه على إخراج الرهائن دون تقديم أي ضمانات لوقف القتال.
وأفادت  بأن بعض الدول المشاركة في المفاوضات، مثل قطر، بدأت بالانسحاب نظرًا لعدم وجود أي تقدم حقيقي في عملية التفاوض،  ورغم الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لوقف الحرب واللجوء إلى الحلول السياسية، إلا أن نتنياهو لا يبدو راغبًا في أي صفقة لا تتوافق مع شروطه، وهو ما يعقد الوضع أكثر في قطاع غزة ويزيد من معاناة المدنيين هناك.
وشددت الدكتورة تمارا حداد على أن الوضع في غزة مرشح للمزيد من التدهور إذا استمرت السياسات العسكرية الإسرائيلية في تعميق الأزمة الإنسانية، متابعةً أن الآمال في التوصل إلى تسوية سياسية تبقى ضعيفة في ظل المواقف المتباينة والمتشددة التي تبديها الأطراف المعنية.