أستاذ تفسير: الجدل حول تهنئة المسيحيين بأعيادهم نوع من التفاهة
عقب الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، على الجدل حول حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم.
حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم
وقال "أبو عاصي"، خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن"، على قناة "إكسترا نيوز"، إن القرآن الكريم كتاب للإنسانية كلها، والقرآن قال "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، حيث إن الغرض من خلق الإنسانية أن تتعارف.
وأضاف "قضية تهنئة المسيحيين بالعيد أرجو ألا نكرر هذا كل عام يعني سنكون من التفاهة عندما نبحث في قضية ونصدر فيها حكما وثم يتكرر هذا الحكم، وهذا الجدال في كل عام".
ولفت إلى أن هذا الجدال يتكرر كل عام في قضايا كثيرة جدا في حياتنا، عند الاحتفال بالمولد النبوي، والاحتفال بليلة النصف من شعبان، وإخراج زكاة الفطر في رمضان، فريق يقول بدعة وفريق يقول جائز.
وأردف أن الدولة لا تتقدم إلى القضايا المصيرية إذا كانت واقفة محلك سر في قضايا لو افترضنا أنها قضايا خلافية، فهناك قاعدة علمية يعرفها الكل "لا ينكر لمختلف فيه إنما ينكر لمجمع عليه"، أي أن في الخلاف لا تنكر علي ولا أنا أنكر عليك، لا يجوز ترفع صوتك في المجتمع برأيك ما دام القضية خلافية، لكن ما يحدث أنهم يبنون عليه تبديع وتفسيق، وتبني عليه حرمة، ويتهمون المخالف بارتكاب إثم، مؤكدًا أن القضايا الخلافية لا إنكار فيها، وهذا أمر مسلم في الشريعة.
وأشار إلى أن الآية القرآنية المحكمة تقول "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم"، مردفا: "القرآن يأمرنا بالبر طب أليس من البر، تهنته ومشاركته في الفرحة؟ والتهنئة لا تعني تأييد الاعتقاد، وإنما تهنئته بفرحة يعيشها".
وأشار إلى أن استخدام كلمة "التسامح" مع المسيحيين خطأ، لأن معنى التسامح أنه على خطأ وأتسامح معه، لكن الأمر ليس كذلك، هو له حقوق مثل حقوقك، وفقًا لفقه المواطنة، وله الحرية في الاعتقاد ومشارك في بناء الوطن، هذا البلد ليس ملكا لك وإنما كلنا شركاء.