مفتي الجمهورية: من يصوم ولا يصلي فهو محسن بصومه ولكنه مُسيء بتركه للصلاة
قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن اللجوء إلى أهل التخصص يساعدنا على عبادة الله على حق فضلًا عن أن منهجهم القويم يساعد في تزكية النفس.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن تقليد المذاهب الفقهية والعلماء المعتبرين ليس فيه مخالفة للكتاب والسنة، بل إنه الطريق الصحيح للسير على منهج الكتاب والسُّنة، فهذه المذاهب حظيت بعناية علمية شديدة، ساهمت في تأصيل وحفظ علم الفقه وإثرائه باجتهادات علماء هذه المذاهب على مر العصور، فلا يجوز بحال أن يدعِيَ مُدَّعٍ بأن تقليد هذه المذاهب يُعَدُّ خروجًا عن الطريق الصحيح لتلقَّي علوم الشرع الشريف.
وشدد على أن القوانين المعمول بها في الدولة أصلها رأي معتبر عند العلماء، حيث إن هذه القوانين الملزمة بأمر ولي الأمر، مبنية على أقوال أهل العلم، ومن المعلوم أنَّ "حكم الحاكم يَرْفع الخلاف"، وأنَّ "لولي الأمر تقييد المباح"، وأنَّ له أن يتخيَّر في الأمور الاجتهادية ما يراه محقِّقًا للمصلحة.
وردًّا على سؤال عن حكم سماع الأغاني في نهار رمضان شدد فضيلة مفتي الجمهورية على أنه لا ينبغي للمسلم أن يضيِّع وقته في المباحات، مؤكدًا أهمية استغلال وقت الصيام في الطاعة والعبادة، وأن المسلم أثناء الصيام ليس لديه رفاهية تضييع الوقت.
وفي رده على سؤال يستفسر عن حكم نجاسة الكلب حيث إن السائلة تقول إنها تتجنب ملامسة الكلاب وتقاطعهم في رمضان خوفًا من فساد صيامها، قال فضيلة المفتي: إن معتمد الفتوى في دار الإفتاء طهارة الكلب وطهارة الملابس أثناء الصلاة إذا مسها لعابه وخاصة عند صعوبة التحرز منها؛ تقليدًا لرأي إمام دار الهجرة الإمام مالك رضي الله عنه، وعلى هذا فملامسة الكلاب لا تفسد الصوم، وينبغي الاعتناء بالحيوانات الأليفة وإطعامهم في كل وقت.
ورد فضيلة المفتي على سؤال عن حكم من يصوم ولا يصلي قائلًا: الصلاة فريضة ومن صام فهو محسن بصومه، ولكنه مُسيء بتركها للصلاة الواجبة عليه، ومسألة قبول الصوم هذه أمرها إلى الله تعالى.
وردًّا على سؤال عن حكم قطرة الأذن قال فضيلته: استعمال قطرة الأُذُن أثناء الصيام من المسائل المختلف فيها، والمختار للفتوى أنها لا تفطر ما دامت طبلةُ الأذن سليمةً تمنع وصول مكوناتها إلى الحلق مباشرةً، والصوم حينئذٍ صحيحٌ؛ سواء ظَهَرَ أثرُ النقط في الحلق أو لم يَظْهَر، فإن قرر الطبيب أن فيها ثقبًا بحيث يَسمَحُ بوصول تلك المكونات إلى الحلق مباشرةً فإنها حينئذٍ تُفطر، وكذلك استخدام بخاخة الربو أثناء الصيام لا تفسد الصيام لأن المادة المستخدمة تدخل إلى الجهاز التنفسي وليس الجوف، وخاصة إذا كان مريض الربو في حاجة شديدة إلى استخدام هذه البخاخة أثناء الصوم، وإذا دخل منها شيء إلى الجوف فتكون بسيطة للغاية وهو مما لا يمكن التحرز منه قياسًا على الهواء المغبر بالتراب أو الدقيق وهي مسألة تناولها العلماء قديمًا.
وعن حكم استعمال السواك أثناء الصيام قال فضيلته: لا مانع منه ما لم يتخلل منه شيء إلى الجوف.
واختتم فضيلته حواره بالرد على سؤال عن حكم صيام رمضان الحالي لمن أفطر عدة أيام في رمضان السابق قائلًا: الأيام التي أفطرها المسلم تبقى في ذمته لا تبرأ إلا بقضائها، وعليه بصيام رمضان الحالي وبعده يقضي ما فاته، وأما بالنسبة للصلاة فمن ترك أكثر من صلاة فريضة أثناء اليوم عليه بأدائها بالترتيب.