محلل سياسي: جميع الأطراف خسرت في أزمة فاجنر.. وبوتين فضل حقن الدماء
رأى عمار قناة، المحلل السياسي من شبه جزيرة القرم، أن جميع الأطراف خاسرة في أزمة فاجنر وموسكو الأخيرة، بعد تمرد قوات مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة بقيادة يفيجني بريجوجن، على الجيش الروسي، مؤكدًا أن ما حدث يمثل ضربة للقيادة الروسية، وضربة لقوات فاجنر نفسها.
إرهاصات سابقة
وقال عمار قناة، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كلمة أخيرة"، المذاع عبر فضائية "ON"، مساء اليوم السبت، إنه بعد التدخل البيلاروسي تعبتر المرحلة الحالية هي مرحلة الوصول لتسويات، لافتًا إلى أن حالة التمرد التي شهدتها موسكو خلال الساعات الأخيرة لم تكن وليدة اللحظة، وإنما كان لها إرهاصات سابقة، خاصة وأن قوات بريجوجين ودورها كان محل إنتقادت في الآونة الأخيرة.
الوساطة البيلاروسية
وتابع: "نحن أمام مسار ضمن الوساطة البيلاروسية لاحتواء هذا الموقف والحساس في روسيا، وأتوقع أنه سيكون هناك حلول في هذه الأزمة، وهي حالة حساسة جدًا في الداخل الروسي".
وأوضح المحلل السياسي، أن احتواء القيادة الروسية للموقف وعدم الاحتكاك المباشر بين قوات فاجنر والقوات الروسية يأتي في إطار حقن الدماء، وعدم الدخول في مستنقع داخلي، لكون الهدف هو عدم زعزعة المنظومة المجتمعية الروسية من الداخل، خصوصا وأن هذا هو أحد الأهداف الاستراتجية لروسيا.
حالة وجودية لروسيا
واستطرد: "كل هذه التطورات تتزامن مع ساحة الحرب المفتوحة منذ أكثر من 16 شهرًا في أوكرانيا، فهي لا تواجه "كييف" بقدر ما تواجه المنظومة الغربية ككل، وهي حرب معلنة جيوسياسية من الأنظمة الغربية، وتشكل حالة وجودية لروسيا.
بوتين فضل حقن الدماء
واستبعد عمار قناة، أن يكون هناك تنازلات كبيرة من قبل الرئيس بوتين، بإجراء تغييرات في وزارة الدفاع الروسية، خاصة وأن هذه المطالب هي خطوط حمراء، على حد وصفه.
وشهدت روسيا أحداثًا دراماتيكية متسارعة خلال الساعات الأخيرة، عقب دعوة قائد مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة يفجينى بريجوجين، لتمرد مسلح ضد الكرملين، متهما الجيش الروسى بقصف معسكراته، ما تسبب بسقوط عدد هائل من الضحايا.
وتوعد يفجيني بريجوجين بـ "الرد" على القصف الذى نفته وزارة الدفاع الروسية، فيما أشار الكرملين إلى إطلاع الرئيس فلاديمير بوتين على كافة التفاصيل، واعتبر الرئيس الروسي ما حدث "خيانة" للوطن، مهددًا بمعاقبة أى شخص يحمل السلاح ضد الجيش الروسي.