بعد استجابة الرئيس.. مصطفى الفقي يكشف تفاصيل طرحه لفكرة إنشاء مقبرة الخالدين
قال المفكر السياسي الكبير الدكتور مصطفى الفقي، إن اقتراحه لفكرة إنشاء مقبرة الخالدين في شهر نوفمبر الماضي، أن ما حركه لطرح الفكرة أن صديقه محمد عبد القدوس جاءه يشكو إليه من أن هناك محاولة لنقل رفات كاتب القصة الأشهر في تاريخنا إحسان عبد القدوس.
ابنة يحيى حقي شعرت بآسى
وأضاف الدكتور مصطفى الفقي، خلال لقائه الأسبوعي ببرنامج "يحدث في مصر"، المذاع عبر فضائية "إم بي سي مصر"، إنه بعد محمد عبد القدوس جاءته ابنة الكاتب الكبير يحيى حقي، وهي تشعر بآسى كبير وأن هناك محاولات لنقل رفات الرجل صاحب رويات "قنديل أم هاشم"، و"البوسطجي" سيتم نقل رفاته، وهو لم يكن مجرد روائي فقط، وإنما كان دبلوماسي وصاحب شخصية محترمة، الأمر الذي دفعه لاقتراح فكرة إنشاء مقبرة الخالدين.
رفات الملكة فريدة
وتابع، أن الملكة فريدة نفسها كان لها نفس المشكلة، حيث اتصل به ماجد فرج، المسؤول عن التاريخ الملكي في مصر، يطلب وساطته لدى المسؤولين في مصر، قائلًا: “وليس لي اتصال بأحد”.
فرنسا طلبت رفات طه حسين
واستطر الدكتور مصطفى الفقي: "كل ذلك كانت الدولة تستجيب وتعدل عن الفكرة، إلى أن جاء موضوع طه حسين، فخرج الموضوع عن الحدود، وأعلنت بعض المصادر في فرنسا أنها ترحب بجثمان طه حسين إذا كان سيتم نقله من مكان لمكان ويحدث نوع من العبث، فمن الأفضل أن يأتي إلى بلده الثاني فرنسا الذي تعلم فيه وتثقف فيه وتزوج منه.
تجارب الدول
واستطرد، أن الدولة المصرية ردت، وقالت إنه عميد الأدب العربي وهو ابن مصر وملك مصر، ولكن شعرنا بشكل أو بآخر أن الدولة تحاول عمل تنظيم وشوارع ولا بأس، لافتًا إلى أنه تم نقل بعض المقابر من الطريق الدائري، ومنها مقابر اليهود أيام الوزير الكفراوي.
وأشار الدكتور مصطفى الفقي، إلى أن كل الدول تنقل المقابر من وسط العمران إلى أطراف المدن، ولكن بشكل جماعي ومنظم وباحترام الموت ورحيل الأشخاص، ونحن نفعل ذلك بحكم موروثنا الديني، مضيفًا أنه عندما طرح الفكرة في 29 نوفمبر، كان ينظر إلى ما فعلته دول أخرى مثل فرنسا وغيرها.
إنشاء مقبرة الخالدين
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، بتشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، تضم جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، لإنشاء "مقبرة الخالدين" في موقع مناسب، لتكون صرحًا يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، على أن تتضمن أيضًا متحفًا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، ويتم نقلها من خلال المتخصصين والخبراء، بحيث يشمل المتحف السير الذاتية لعظماء الوطن ومقتنياتهم، ويكون هذا الصرح شاهدًا متجددًا على تقدير وتكريم مصر لأبنائها العِظام وتراثها، ولتاريخها الممتد على مر العصور والأجيال.
جاء ذلك انطلاقًا من حرص مصر على تقدير رموزها التاريخية وتراثها العريق على النحو اللائق.