حديث "لن يصلح قوم ولوا أمرهم امرأة".. مفتى الديار يكشف حقيقة الواقعة
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن بعض الفقهاء ذهبوا إلى جواز تولي المرأة للولايات العامة والقضاء؛ كالطبري وابن حزم وهي رواية عن مالك، وأجاز الإمام أبو حنيفة وأصحابه للمرأة أن تلي القضاء، فيما يجوز لها أن تشهد فيه، أي: في غير الحدود والقصاص، وقد سارت دار الإفتاء المصرية على درب من قال بجواز تولي المرأة للقضاء.
قصة الحديث
وأضاف الدكتور شوقي علام، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج "كل يوم فتوى"، المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، أنه لا يصحُّ الاستدلال على عدم جواز تولي المرأة المناصب العامة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً" "صحيح البخاري".
واقعة العين
وأوضح أن هذا الحديث الشريف ورد على سبب مخصوص، وهو ما يُعرف في اصطلاح علماء الأصول بواقعة العين؛ وهي الحادثة أو النازلة المختصة بمُعَيَّن، والأصل في واقعة العين أنها تختص بالشخص المُعَيَّن الذى وقعت لأجله، فلا تعمُّ في حكمِها غيرَه، وكما تقرر في علم الأصول أن: "وقائع الأعيان لا عموم لها"؛ ومن ثمَّ فإن هذا الحديث الشريف واقعة عين، لا يُسْتَدَلُّ بها على غيرها أصلًا.
وشدد فضيلة مفتي الجمهورية على أن هذا الحديث الشريف يُستدل به على واقعة عين لا عمومَ لها؛ موضحًا أنه ورد بسبب خاص في سباق وسياق ولحاق معين، قائلًا إنه لا يستقيم في بداهة العقل حملُه على وجه العموم.