هل يستمر الدولار في الارتفاع؟ عادل حمودة يُجيب (فيديو)
طرح الكاتب الصحفي، عادل حمودة، رئيس مجلس تحرير جريدة الفجر، تساؤلا حول ما إذا كان سيستمر الدولار في الارتفاع أمام باقي العملات؟.
وقال "حمودة" خلال تقديم برنامجه "واجه الحقيقة" المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية" مساء اليوم السبت إن هناك عوامل سياسية وجغرافية واقتصادية حاضرة اليوم وتعمل ضد تفوق الدولار، منها صعود الصين كقوة اقتصادية منافسة للولايات المتحدة، وتحرك روسيا لإيجاد بديل لنظام سويفت، والتباطؤ الاقتصادي العالمي، وتزايد عدد الدول التي تتعامل مع الروبل الروسي واليوان الصيني.
وأضاف: "الحقيقة أن سياسة الابتعاد عن الدولار ليست جديدة، حاولت أمريكا اللاتينية الابتعاد عن الدولار في تسعينات القرن الماضي، باعت فنزويلا إنتاجها من النفط بالعملة الصينية، وشطبت شيلي الدولار من تعاملاتها، منذ عام 2011 تحولت الصين تدريجيًا عن التجارة بالدولار لصالح اليوان، وأبرمت الصين وروسيا وإيران اتفاقية للتجارة بالعملات الوطنية، وفي عام 2013 أبرمت البرازيل اتفاقية تجارية مع الصين بالريال البرازيلي واليوان الصيني".
وتابع: "في عام 2017 طور البنك المركزي الروسي نظام تحويل الأموال (أس بي أف أس) المكافئ لنظام التحويل سويفت بعد أن هددت الولايات المتحدة بفصل روسيا عن نظام سويفت، وفي عام 2019 أنشأ الاتحاد الأوروبي وسيلة خاصة تسمى " انيست إكس" لتسهيل المعاملات بغير الدولار. في 2022 دخلت الهند وروسيا في ترتيبات تجارية بالروبل والروبية. في العام نفسه وقع الرئيس الروسي بوتين على أمر يفرض على الدول "غير الصديقة" ــ مثل الولايات المتحدة واليابان ودول الاتحاد الأوروبي ــ شراء الغاز الروسي بالروبل أو بأي عملة أخرى غير الدولار.
واستطرد: "هناك سؤال آخر عن وضع الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية، هل سيحتفظ الدولار بهذه المكانة في السنوات القادمة؟ في عام 1990 تأسست وكالة بلومبرج لتقديم تقارير مالية واقتصادية.. أسس الوكالة في نيويورك مايكل بلومبرج وماثيو وينكلر.. ومنذ اليوم الأول لعملها صدقت تقديراتها.. ونالت ثقة العالم. حسب تقارير بلومبرج التي نشرت مؤخرا فإن حصة الدولار تنخفض بثبات خلال العشرين سنة الماضية بين العملات الأخرى في الاحتياطيات العالمية، وأصبحت البنوك المركزية تفضل تنوع العملات حسب الدول التي تتعامل معها، بالطبع لا تنسى أرصدتها من الذهب".
وأكمل حمودة: "خرج من صندوق النقد الدولي ورقة جديدة بعنوان "التآكل الخفي لهيمنة الدولار" حيث قال الباحثون الذين وضعوها، يمكن توصيف نظام الاحتياطي الدولي في السنوات العشرين الماضية على إنه تحرك تدريجيا بعيدا عن الدولار. ولاحظوا صعود حديث للعملة الصينية وان كان لا يزال متواضعا والسبب ان حكومة بكين تفرض ضوابط صارمة على تدفق الأموال من البلاد وإليها. ولكن عادت العملات التقليدية (اليورو والاسترليني والين وكورونا السويدية) إلى الكثير من الاحتياطيات وبـ أرقام مؤثرة في الدولار".
وأردف: "وفي كتابه المهم الانهيار النقدي يتحدث الكاتب الأمريكي المعروف جيمس ريكاردس عن مؤشرات انهيار النظام القائم على الدولار لصالح نظام لم تنضج ركائزه بعد، من هذه المؤشرات على سبيل المثال محاولة دول بريكس (البرازيل وروسيا والصين وجنوب إفريقيا) إقامة مؤسسات مالية لا يهيمن عليها الغرب كما هو الحال في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ورصدت دول البريكس ما يعادل 150 مليار دولار لتمويل مشروعات البنية التحتية وحل الأزمات بعيدًا عن الدولار. لكن كل محاولات التخلص من هيمنة الدولار لا تزال محاولات ضعيفة. إلا أن الصين تقول إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة".