أبو الغيط: بعض الدول العربية تعيش أوضاعًا تهدد وجودها
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه يعرف أن دولًا عربية تقوم بالكثير من أجل التخفيف من وطأة الأزمات، ومن أجل نجدة إخوانهم العرب في وقت الشدة، هناك، على سبيل المثال، دول تستضيف مئات الآلاف – وأكثر- من اللاجئين السوريين، ودول تفعل كل ما بوسعها لكي لا يسقط إخواننا في اليمن والصومال في هوة المجاعة، لكن أقول إن إطفاء الأزمات العربية المشتعلة وليس فقط التخفيف من حدتها أو التعايش معها أصبح واجبًا أكثر من أي وقتٍ مضى.
لم يعد مقبولًا الإلقاء بأزماتنا العربية على كاهل مجتمع دولي
وأضاف “أبو الغيط”، خلال كلمته في القمة العربية المنعقدة حاليا في الجزائر، على قناة “القاهرة الإخبارية”، أنه لم يعد مقبولًا الإلقاء بأزماتنا العربية على كاهل مجتمع دولي ينوء بأحمال ثقال، وينشغل بقضايا أخرى ضاغطة ومُلحة، فإن الإرادة العربية قادرةٌ على التدخل الفعال لتسوية الأزمات العربية، إن هي استجمعت قوتها الإجمالية، وهذه الجامعة العربية هي محصلةُ إراداتكم، وقدرتها على التحرك والفعل مرهونة بحجم الدعم والتفويض الممنوح لها من الدول، ويقيني أنها قادرة على التحرك إن اجتمعت الإرادة وتحقق التوافق المطلوب.
الأوضاع العالمية تفاقم متاعب دولنا
وأكد أن الأوضاع العالمية تفاقم متاعب دولنا، فهي تداهم المنطقة العربية وهي لم تخرج بعد من واحدةٍ من أخطر الأزمات والتحديات في تاريخها الحديث، ولقد مرّ على المنطقة عِقدٌ صعب، ولا زالت بعضُ دولِنا تعيش أوضاعًا لا تُهدد فقط أمنها واستقرارها، بل وجودها ذاته.
لا زالت الدولة الوطنية ذات السيادة والاستقلال والقرار المستقل
وتابع أنه لا زالت الدولة الوطنية ذات السيادة والاستقلال والقرار المستقل، تتعرض لهجمة شرسة في بعض أركان منطقتنا من الإرهاب والميلشيات والجماعات المسلحة وأيضًا من أطراف غير عربية، في جوار الإقليم العربي، تُحرض وتُمارس تدخلاتٍ غير حميدة في المجتمعات العربية بهدف بسط النفوذ والهيمنة، موضحًا أن الدفاع عن الدولة الوطنية، دولة المواطنة وحكم القانون التي لا يكون ولاء مواطنيها سوى لعلمها ومصالحها وعروبتها، هو دفاع عن مستقبلنا جميعا، مستكملًا: “هذه الصراعات الدامية التي تُدمي قلب الأمة، هي تهديد لنا جميعا، وإنني أناشدكم، زعماء الأمة وقادتها، ألا تتركوا هذه الجراح النازفة تأتي على حاضر الأمة ومستقبلها”.