عادل حمودة: "أوبك" بريئة من التضخم الأمريكي
قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس مجلس تحرير جريدة “الفجر”، إن قمة جدة للأمن والتنمية لفتت أنظار العالم، لذا بدأت مراكز بحثية أمريكية وغربية تنظر للمسألة بجدية، وتتابع موقف الكتلة العربية والوضع الذي نتج عن هذه القمة، موضحًا أنه بدا لأول مرة أن هناك مفاوضات ومباحثات وموقف موحد لدى العرب.
كتلة النفط بريئة من التضخم الأمريكي
وأضاف الكاتب عادل حمودة، خلال حواره ببرنامج "من مصر"، المذاع عبر فضائية "cbc"، أن هناك تساؤل بدأ يطرح لدى الغرب، وهو: لماذا خرج بايدن من القمة بعدما زعم أن كتلة النفط أو الأوبك هي سبب الأزمة في أمريكا.
وأشار إلى أن هناك دراسة مهمة جدًا في المراكز الغربية تبرئ الكتلة العربية وكتلة النفط من أزمة الاقتصاد والتضخم الذي وصل إلى 9% في الولايات المتحدة، على عكس مزاعم الرئيس الأمريكي بايدن وإدارته الديمقراطية وإعلامه.
قاعدة الذهب
وأوضح أنه كان هناك مجموعة في بريطانيا قديما تقيم الأمور بناء على أساس "قاعدة الذهب"، ودخلت الولايات المتحدة إلى قاعدة الذهب في العشرينات، ثم جاء ريتشارد نيكسون في 1974، وألغيت قاعدة الذهب عندما طلب منه شارل ديجول تحويل 600 مليون دولار إلى ذهب، ولم يجد ما يغطيها.
وفي ذلك الوقت هرع هنري كيسنجر إلى الدول العربية ليطلب منهم تغطية الدولار بالنفط، ومنذ ذلك الحين أصبح الدولار هو القوة الاقتصادية التي تحدد العملات كلها، أي أن امتلاك الدولار يحدد قدراتك الاقتصادية في أي دولة حول العالم.
“لا ضابط ولا رابط في طبع الدولار”
وأبدى الكاتب عادل حمودة دهشته من أن الولايات المتحدة "ليس لديها ضابط ولا رابط في مسألة طبع الدولار"، قائلًا: "المطبعة عندها وتطبع زي ما هي عايزة"، لافتًا إلى ما ترتب على ذلك من أزمات اقتصادية خصوصا أزمة 2008، عندما كادت بنوك بعض الدول أن تغلق أبوابها، حيث طبعت الحكومة وقتها 4 تريليون دولار، ما انتهى بأزمة الرهن العقاري وأزمة إغلاق 15 بنكا استثماريًا.
طبع 5 تريليون دولار خلال الجائحة
ووصف عادل حمودة ما جرى في ذلك الوقت بأنه تعويم للمجتمع كله، لأن البنك المركزي طبع الـ4 تريليون دولار وبدأ في تسليف البنوك والأشخاص لتغطية الأزمة.
وأشار إلى أن الإفراط في طبع الدولار يخفض سعر الدولار، وبالتالي دفع ثمنها سوق العملات في العالم، مضيفًا أن أمريكا كررت هذه اللعبة عندما حدثت أزمة كورونا، وطبعت هذه المرة 5 أو 6 تريليون دولار، إلا أن الناس استجابت للنصائح الاقتصادية التي تقول بأنك "في الأزمة لا تنفق ولا تقترض"، لذا وجدت الإدارة الأمريكية نفسها في أزمة شديدة جدًا لأن أصبح لديها فائض مال كبير.
وأضاف أن أمريكا لجأت إلى إنفاق هذه الأموال على البنية التحتية، ما يعني زيادة الإنفاق، فوجدت نفسها في أزمة أكبر، ومنذ ذلك الحين ارتفع التضخم في أمريكا إلى 9.1%.