علي جمعة يوضح سبب بقاء مشروع رفاعة الطهطاوي التجديدي (فيديو)
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، كان علامة فارقة وكان شخصًا نجيبًا وعندما جاء لمصر والتحق بالأزهر جلس نحو 6 سنوات وأصبح متصدرًا للدرس، واختص بالشيخ حسن العطار الذي أصبح فيما بعد شيخًا للأزهر.
وأضاف "جمعة"، خلال حواره مع برنامج "مصر أرض المجددين" المذاع عبر فضائية "ON"، اليوم الاثنين، أن رفاعة الطهطاوي عندما تصدر للتدريس وكان حافظًا للقرآن ذهب للجيش المصري وانضم إليه وأصبح إمامًا للجيش المصري، وعندما جاء محمد علي باشا، حثه حسن العطار أن يرسل بعثات علمية لباريس بعد أن كان يرسلها لإيطاليا؛ وطلب منه أن يرسل معهم من يقيم الصلاة حتى لا يتفلت شباب البعثة هناك، ورشح رفاعة الطهطاوي، وقال له اكتب لي كل شيء، وعندما ذهب لباريس بدأ يتعلم الفرنسية أثناء تواجده في المركب واتخذ له استاذًا ليعلمه الفرنسية ومنظومة العلم في فرنسا، وكان يرسل لشيخه حسن العطار كل شيء عن الفرنسيين.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن رفاعة الطهطاوي، تحول في البعثة من إمام للبعثة لطالب لنجابته وتعلمه الفرنسية بسرعة لكون المنهجية حاضرة في ذهنه، وبدأ مشروعه التجديدي الذي ألف فيه رسالته "القول السديد في الاجتهاد والتجديد" وهو أول من أوجد كلمة التجديد في كتاب، وتمثل مشروعه التجديدي في قضية رؤية الآخر والترجمة، منوهًا بأن سبب بقاء مشروعه التجديدي كل هذه السنوات الطويلة؛ لكون أساسه الاخلاص والانفتاح وليس الإغلاق، ولكونه يخاطب عموم الناس ولا يتحدث بلغة لا تصل لأفهام وعقول وقلوب الخلق، مشيرًا إلى أن رفاعة الطهطاوي كان يؤدي واجب بينه وبين الله في قضايا التعليم ولم يكن مهتم بأن يصبح ركن من اركان الدولة.
ونوه، بأن رفاعة الطهطاوي تولى رئاسة الجريدة الرسمية الوقائع المصرية، والتي كانت في بدايتها يكتب فيها مقالات، ومن آثار مشروعه التجديدي الاهتمام بالآثار وتجميعها ووضع القوانين المانعة لتهريبها أو الاستهانة بها باعتبارها ثروة قومية لا تقدر بثمن، وكانت هذه نظرة جديدة تمامًا، وكان الطهطاوي أحد العلامات الفارقة في قضية تنظيم الآثار وانشاء المتحف المصري بالتحرير، وأخذت الآثار معنى أخر وأنها جزء لا يتجزأ من دراسة التاريخ ومن أنها لها قيمة في ذاتها تاريخية وسياحية وعلمية واجتماعية.