علي جمعة: المشروع التجديدي للإمام محمد عبده مبني على إدراك الواقع (فيديو)
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإمام محمد عبده، وهبه الله سبحانه وتعالى فكر الإصلاح والتجديد فكان مصلح ومجدد، موضحًا أن هناك فرق بين الإصلاح والتجديد فالإصلاح يفترض أن ما سبق كان خطأ، بينما التجديد يري أن ما سبق كان خيرًا ولكن لكل زمان واجب يجب علينا ألا نقصر في فعله.
وأضاف "جمعة"، خلال حواره مع برنامج "مصر أرض المجددين" المذاع عبر فضائية "ON"، اليوم السبت، أن محمد عبده أراد بمشروعه التجديدي إدراك الواقع والتعامل معه ويتفاعل معه ويؤثر فيه ويغيره إذا كان يحتاج لتغير، موضحًا أن الإمام محمد عبده، اختلف مع جمال الدين الأفغاني من أجل قضية التعامل مع الواقع، فكان الافغاني يقدم إصلاح الدولة على الأمة، بينما محمد عبده كان يرى العكس ويقدم إصلاح وتعليم الأمة وجعلهم يعيشوا في عمل ونظام بما يساهم في تقدم الدولة.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن مشروع محمد عبده للإصلاح والتجديد له أثر كبير في الأزهر، وكان قد وصل لمنصب الإفتاء والمجلس الأعلى في الأزهر، وكان إمامًا مالكيًا ولكن لا بد أن يفتي بالحنفي، وبدأ في فكرة الاختيار الفقهي، ومن بين القضايا الإصلاحية أن محمد عبده تبنى فكرة اللغة التي دعا إليها المرتضى الزبيدي، والذي دعا إلى أن المشروع التجديدي يجب أن يتضمن عودة اللغة؛ لأن الفكر واللغة وجهان لعملة واحدة، وبدأ ينشر نهج البلاغة لسيدنا علي بن أبي طالب، وأسرار البلاغة للجورجاني، والمقاصد للشاطبي، وبدأ يهتم باللغة العربية اهتمامًا بليغًا ليعيدها لمكانتها ودورها ويستطيع الناطق بها أن يفكر تفكيرًا مستقيمًا.
وأوضح، أن الإمام محمد عبده، اهتم بمناهج التعليم، وكان له تقريران عن القضاء الشرعي والتعليم يمثلا ثمرة مشروعه التجديدي، منوهًا بأنه اهتم ببناء المدرس وبأركان التعليم الخمسة، وكان التقرير يتضمن أساسيات تتعلق بتطوير التعليم واقعًا وفكر، مشيرًا إلى أن تقريره عن القضاء نشأ منه إنشاء مدرسة القضاء الشرعي ومحاولة بناء القاضي المجتهد.