المفتي: جماعات التشدد والتدين الشكلي تميزت بالْكِبْرِ تحت اسم الاستعلاء بالإيمان (فيديو)
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن جماعات التشدد والتدين الشكلي تميزت بالْكِبْرِ تحت اسم الاعتزاز أو الاستعلاء بالإيمان متخذين من هذه الصياغة مرتكزا حركيا وركنا لأفكارهم وآرائهم الباطلة مخالفين بذلك سلوك النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته والصحابة الكرام.
وأضاف المفتي خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج “نظرة"، المذاع على قناة" صدى البلد"، إنه ليس مطلوبًا من الإنسان أن يثبت إيمانه كل لحظة لمن يفتشون في النيات من الذين يهتمون بالتدين الظاهري والشكلي.
وتابع المفتي أن التدين والإيمان لله عز وجل، ويقول في ذلك سبحانه وتعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" (الأنعام: 162)، وكذلك قوله عز وجل: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين" (البينة: 5).
واستطرد مفتي الجمهورية أن المنظومة الإسلامية كلها تركز على الجوهر وليس لها ارتباط كبير بالشكل؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، والمسلم المتدين الحقيقي كذلك شخصيته واحدة في العلن والخفاء، فلا يستغل جانبًا لتحقيق مصلحة ما، ولذلك كان الإنسان المستغل لحاجة الناس عن طريق الدين، غاشًّا للناس.
وأكد مفتي الجمهورية أن الله تعالى جعل رسوله الأمين محمدًا صلى الله عليه وسلم على خُلُقٍ عظيمٍ، وبعثه بشريعة حنيفية ترشد الناس أجمعين إلى التحلي بمكارم الأخلاق؛ فالخلق العظيم متمكن في شخصيته الشريفة، وأيضًا في رسالته ودعوته السمحة، ومن جملة هذا الخلق العظيم: خُلُق التواضع الذي هو ضد الْكِبْرِ، ومظاهره كالتباهي والتفاخر والإشعار بالتميز على الغير بالقول أو الفعل.
وأشار مفتي الجمهورية إلى ضرورة أن تتم «فلترة» المواقف ولا نلتفت إلى سفاسف الأمور وتوافِهِ الأفكار وغرائب الأقوال، وأن نرتقي نحو السمو والعطاء والإيمان بقيمنا وعملنا حتى ينهض المجتمع.