المصل واللقاح: الجيش شارك في اللقاح الروسي.. وشرط الأمان ضروري بالتجارب
قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إن إجراءات تطبيق السلامة والأمان في التجارب السريرية لأي لقاح هو شرط أساسي وضروري، ولكن ما يمكن التحكم به هو عامل الزمن، فبدلًا من إجرائها في سنوات يمكن اختصار الزمن المطلوب لإجرائها إلى شهور.
وأضاف الحداد في اتصال هاتفي على فضائية "سي بي سي اكسترا" أن إجراءات التجارب السريرية لفيروس كورونا يجب أن تكون مضمونة بنسبة 100%، موضحًا أن تجربة اللقاح في المراحل السريرية يجب على الأقل أن تشمل 30 ألف متطوع.
وفي ذات السياق أشار إلى أن الجيش الروسي شارك في تجارب دراسات اللقاح الروسي، مستطردًا "هناك جزء من الأبحاث التي يتم نشرها على اللقاح يتم التعامل معها على أنها أسرار عسكرية"، لافتًا إلى أن جميع الدول تقوم بنشر استبيانات وأبحاثها من أجل استفادة الجميع منها.
اقرأ أيضا...
وقالت منظمة الصحة العالمية خلال بيان صحفي، اليوم الأربعاء: لقد وصلنا في الآونة الأخيرة إلى مرحلةٍ قاسيةٍ أخرى على الصعيد العالمي، حيث أُبلِغ عن أكثر من 21 مليون حالة إصابة بمرض كوفيد-19، وأوشكنا في إقليمنا على بلوغ مليونَيْ حالة إصابة، ولكن لم يفُتْ الأوان بعد للتغلُّب على الجائحة.
وأصاف البيان: لدينا أمل كبير في اكتشاف لقاح فعّال لمرض كوفيد-19، وفي هذا الصدد، يجري تداول كثير من الأخبار والمعلومات الدقيقة وغير الدقيقة.
وأكدت المنظمة أنها لا يوجد حتى الآن أي لقاح قد استوفى شروط منظمة الصحة العالمية للوقاية من مرض كوفيد-19، ولكن تُبذَل جهود هائلة في جميع أنحاء العالم لتطوير لقاح فعّال وآمن، وتتعاون المنظمة مع الشركات والجهات الراعية، وكذلك مع التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع (GAVI)، والائتلاف المعني بابتكارات التأهُّب لمواجهة الأوبئة (CEPI) وغيرهما، من خلال مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة مرض كوفيد-19 من أجل تسريع عملية اختبار اللقاحات (المُسماة ACT Accelerator)، فضلًا عن توسيع نطاق عمليات التصنيع لضمان تكافؤ فرص حصول جميع البلدان على اللقاحات فور التوصل إليها.
وأضاف البيان: مستوى العالم، يوجد حاليًا 29 لقاحًا مرشَّحًا في مرحلة التجارب السريرية، و138 لقاحًا مرشَّحًا في مرحلة التقييم قبل السريري، وهناك تسعة لقاحات مرشَّحة أظهرت نتائج واعدة، وتمر بالفعل بتجارب المرحلة الثانية أو الثالثة.
وأكمل البيان: لكن لا يزال يوجد العديد من الأمور المجهولة في هذا الصدد، فتطوير لقاح ضد كوفيد-19 هو التحدي الأكثر إلحاحًا في وقتنا الحالي، كما أن تطوير لقاح واحد أو أكثر من اللقاحات المأمونة والفعّالة هو أحد التحديات الأكثر تعقيدًا التي نواجهها، وعلى عكس عملية تطوير اللقاحات في الماضي، يجب العمل بالتوازي على توسيع نطاق التصنيع واستكمال التجارب البشرية للقاحات المرشحة.
وتابع البيان: نأمل في حالة التوصل إلى لقاح ناجح بحلول نهاية العام، أن تكون هناك جرعات كافية متاحة لحماية الفئات السكانية الأكثر عُرضة للخطر في جميع البلدان بطريقة مُتسلسِلة خلال عام 2021، ولكن رغم تفاؤلنا الحذر، يجب ألا نعتمد في مكافحة هذه الجائحة على لقاح مستقبلي، بل يجب أن نستخدم جميع الأدوات المتاحة لنا بالفعل، ويعني ذلك، بالنسبة للبلدان، ضرورة تنفيذ تدابير الصحة العامة الأساسية لاكتشاف الحالات وعزلها واختبارها وتقديم الرعاية لها، وتتبُّع المخالطين لها وإخضاعهم للحجر الصحي، ويعني ذلك، بالنسبة للأفراد، أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية أنفسنا والمحيطين بنا، ويعني ذلك الحفاظ على مسافة آمنة بين الأفراد، والمواظبة على تنظيف الأيدي، وتجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة، وارتداء كمامة حيثما يُوصى بذلك.
واستطرد البيان: مع استمرار البحث عن لقاح آمن وفعّال ضد كوفيد-19، يجب أن نتذكر أيضًا أن هناك لقاحات آمنة وفعّالة متاحة بالفعل لأمراض أخرى ولكن معدل استخدامها ظل ينخفض على مدار الأشهر السبعة الماضية بسبب الجائحة الحالية.
وتشير البيانات الجديدة إلى أن الاضطرابات في تقديم خدمات التمنيع والإقبال عليها تهدد بضياع التقدم الذي أُحرِز بصعوبة شديدة لتغطية مزيد من الأطفال والمراهقين بمجموعة أوسع من اللقاحات، فعلى سبيل المثال، شهد العالم انخفاضًا في التغطية باللقاح المضاد للدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي للمرة الأولى منذ 28 عامًا بسبب الانخفاض الكبير في عدد الأطفال الذين أكملوا ثلاث جرعات من هذا اللقاح خلال جائحة كوفيد-19.