عالم أزهري يُشيد بعقوبة التنمر: "من آمن العقاب أساء الأدب"
قال الشيخ أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، إن مشكلة التنمر هي مشكلة أخلاقية مجتمعية دينية واقعية ملموسة محسوسة، ويشارك فيها جميع الجهات في المجتمع.
وأضاف "قابيل"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "همزة وصل" المذاع عبر فضائية "النيل للأخبار"، اليوم الثلاثاء، أن الله سبحانه وتعالى يقول: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".
وتابع أحد علماء الأزهر الشريف، أن التنمر أمر مشين وأثم، مشددًا على ضرورة تنشئة الأطفال على ذلك، موضحًا أن التنشئة الحقيقة لها محاور منها المسجد والكنيسة والمدرسة، إلى جانب الدور المجتمعي متمثل في السوشيال ميديا، مؤكدًا على ضرورة التربية السوية للأطفال، موجهًا التحية لمجلس الوزراء على قراره باستحداث عقوبة للتنمر، معقبًا: "من آمن العقاب أساء الأدب"، موضحًا أن التنمر ليس لفظي فقط، فهناك تنمر جسدي وإلكتروني وتنمر في العمل، فضلًا عن الكثير من الكلمات المؤذية التي نهى الرسول –صلى الله عليه وسلم- من استخدامها.
ولفت إلى أن التنمر حدث في بيت النبي- صلى الله عليه وسلم-، وروى موقفًا للسيدة عائشة –رضي الله عنها مع الرسول –صلى الله عليه وسلم-، قائلًا: "السيدة عائشة من باب الغيرة قالت له حسبك من صفية، ما ينوبك منها إلا قصرها، وهي زوجة الرسول أيضًا"، فقال لها "لا يا عائشة لقد قلتي كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرت طعمه".
ووافق الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، بإضافة مادة جديدة لقانون العقوبات، برقم (309 مكررًا ب)، والتي أوردت تعريفًا للتنمر.
وأكد المجلس، أن ذلك يأتي في ضوء تزايد ظاهرة التنمر وتناميها بصورة تشكل خطرًا على المجتمع المصري، ما استدعى التعديل لتحقيق العدالة الاجتماعية.
ونصت المادة الجديدة على أنه يعد تنمرا كل استعراض قوة أو سيطرة للجاني، أو استغلال ضعف للمجني عليه، أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسئ للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطه الاجتماعي.