وزير خارجية اليونان: مصر دولة ذات ثقل إقليمي ودورها محوري بالمنطقة
أعرب نيكوس دندياس وزير خارجية اليونان، عن سعادته لتواجده في مصر، لافتًا إلى أنه أجرى مباحثات هامة للغاية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصديقه السفير سامح شكري وزير الخارجية، والذي يلتقي به للمرة السابعة.
وأضاف "دندياس"، خلال حواره مع مراسلة فضائية "النيل للأخبار"، اليوم الجمعة، أن المباحثات تناولت العديد من القضايا تمثلت في القضية الليبية وترسيم الحدود البحرية، مشددًا على أن مصر دولة ذات ثقل إقليمي، وتلعب دورًا محوريًا بالشرق الأوسط.
وتابع وزير خارجية اليونان، أن مصر دولة صديقة، وما توصلنا إليه خلال مباحثتنا على رأس أولوياتنا، مشددًا على أن وضع مصر والطاقة التي تقوم بإنتاجها بكافة المناطقة سواء غاز او كهرباء أو نفط عوامل غاية في الأهمية لمصر وقبرص واليونان وللاتحاد الأوروبي، وهذه هي الأجندة الرئيسية لدينا لكنها ليست الوحيدة.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس نيكوس دندياس وزير خارجية اليونان، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى السفير اليوناني بالقاهرة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بزيارة وزير خارجية اليونان إلى القاهرة، والتي تعكس المستوى المتميز للعلاقات الثنائية الاستراتيجية الممتدة بين مصر واليونان في جميع المجالات، طالبًا نقل تحياته إلى رئيس الوزراء اليوناني.
وأكد على ما تتسم به العلاقات المصرية اليونانية من خصوصية، وحرص مصر على تعزيز آليات التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، خاصةً على الصعيد السياسي والعسكري والتجاري والطاقة، فضلًا عن الارتقاء بالتعاون القائم في إطار الآلية الثلاثية مع قبرص.
من جانبه؛ نقل نيكوس دندياس تحيات رئيس الوزراء اليوناني إلى الرئيس، معربًا عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات تعاون وثيقة، والتي تمثل نموذجًا للتعاون البناء بين دول المتوسط، خاصةً في ظل ما تتمتع به مصر من مكانة متميزة وثقل إقليمي ودور محوري في المنطقة، فضلًا عن دورها الرئيسي في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والفكر المتطرف، ومؤكدًا الاهتمام اليوناني المتبادل بتعزيز مسيرة التعاون المشترك بين البلدين، وكذا تطوير آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، والتي تعد أداة ناجحة للتنسيق والتعاون في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الثلاث.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تبادل الرؤي ووجهات النظر حيال الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في ضوء اتساق المصالح والمواقف المشتركة بين البلدين في منطقة شرق المتوسط، مع التأكيد على أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات في هذا الإطار، والذي من شأنه أن يفتح آفاق التعاون والاستثمار بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز.
كما تم التباحث بشأن تطورات القضية الليبية في ظل المحددات الواردة بمبادرة "إعلان القاهرة"، حيث جدد المسئول اليوناني دعم بلاده لكافة بنود المبادرة، مشيرًا إلى أنها تمثل رسالة سلام واستقرار ليس لليبيا فحسب بل للمنطقة ككل، بينما أكد الرئيس أن الجهود المصرية في الملف الليبي تهدف بالأساس إلى استعادة دور مؤسسات الدولة وملء فراغ السلطة بشكل مؤسسي، والتي أدي غيابها إلى منح المساحة لتواجد الميليشيات المسلحة وزيادة نشاطها، الأمر الذي بات يهدد بتحول ليبيا إلى بؤرة توتر بالمنطقة امتدادًا إلى أوروبا. وقد تم التوافق بين الجانبين في هذا الصدد بشأن ضرورة تكثيف التنسيق المشترك.
وتم خلال الاجتماع التأكيد على الحرص الكامل على إنهاء الأزمة الليبية عبر التوصل لحل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق، وينهي التدخلات الخارجية التي تسعى إلى تحقيق مكاسب مباشرة لإرضاء مطامعها الخاصة ومنفعتها الذاتية دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.