أحمد كريمة: الصحابة رأوا الأهرامات وأبو الهول ولم يسيئوا إليها (فيديو)
قال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الازهر الشريف، إن البعض يتخيل أن النكتة والابتسامة تنقض الوضوء، وقد تخرجه عن الملة، ويرى أن التلفزيون حرام شرعًا، وأن التصوير الفوتوغرافي حرام رغم أن الحرام هو التمثال المعبود من دون الله.
وأضاف "كريمة"، خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج "نور النبي" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، اليوم الاثنين، أن بعض السلفيين يحرموا السياحة، ويزعموا أن الآثار هي أصنام، معقبًا: "هل هؤلاء أفقه من سيدنا عمرو بن العاص"، موضحًا أن سيدنا عمرو بن العاص رأى أبو الهول، والكباش في الأقصر، والصحابة راوا الأهرامات ولم يؤذوها بسوء؛ لعلمهم أن هذا نتاج للحضارة الفرعونية، وحافظوا عليها ولم يدمروها مثلما فعل الدواعش في العراق.
وتابع أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، أن الصحابة حافظوا على الحضارات المختلفة في العراق؛ لكونهم يعلموا انها فنون جميلة وليس صنم، فالصنم هو ما يعبد من دون الله، وغير ذلك ليس صنم، موضحًا أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان يعلم أن السيدة عائشة تُحب لعب الأطفال، فكان يخرج ويأمر بشراء عرائس العهن "الصوف" للسيدة عائشة –رضى الله عنها".
وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن وجوب صومِ شهرِ رمضانَ ثابتٌ بنصٍّ قطعيٍّ، معلوم من الدِّينِ بالضَّرورةِ، وهو واجبٌ على كلِّ مكلَّفٍ مقيمٍ صحيحٍ خالٍ من الأعذار الشَّرعيةِ التي تمنعه من الصوم، كالمريض مثلا كما في قوله تعالَى:
"فمَن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر".
وأضاف فضيلة الإمام في بيان له: "لا عبرةَ بما يُشيعُه بعض الناس من أنَّ الصوم يُضعِفُ مناعةَ الإنسانِ الصحيحِ، ويُعرِّضه للإصابةِ بـ "فيروس كورونا" فهذه كلُّها دعواتٌ متهافتةٌ لا أساسَ لها عند علماءِ الطبِّ وأساتذته المختصِّينَ، ولا عند ممثلي منظمة الصِّحَّة العالميَّة وقد عقدوا اجتماعًا خاصًّا لمناقشة هذا الأمر في الأزهر الشريف، وانتهوا إلى أنه لا علاقة بين الإصابة بمرض كورونا وصوم رمضان".
وأوصى فضيلة الإمام الأكبر، المسلمينَ بعدة وصايا:
1- الحفاظ على الصلواتِ المفروضةِ وسنةِ التراويحِ في المنازل مع الزوجة والأبناء.
2 - ضرورة استغلال الوقت في العبادةِ وتلاوةِ القرآن.
3 - ألَّا يلتفتُوا للدعواتِّ الشاذَّةِ، وأن يتقيَّدوا بقولِ العُلماء والهيئاتِ الدِّينيَّة المعتمدةِ، والتي ترجِعُ في تقديرِ الحكمِ الشرعيِّ إلى أهلِ الاختصاصِ بهذه الجائحةِ {ذلكَ ومَن يُعظِّمْ شَعَائِرَ الله فإنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}.
4 - الفقراء أمانةٌ في أعناقِكم، فكونوا لهم عونًا وسندًا ولا تمنعوهم من فضلِ الله الذي آتاكم، فأكرموهم وابذلُوا لهم العطاءَ، واعلموا أن هناك طائفة منهم لا يسألون الناسَ ولا يطلبون شيئًا، تحسبونهم أغنياءَ من التعفُّفِ، فابحثوا عن هؤلاءِ، وصونوا عزةِ نفوسِهم، واجبرُوا خواطرِهم، وعجِّلوا بزكاتِكم، عسى الله أن يُعجِّلَ بأمرٍ من عنده يكون لنا فرجًا ومخرجًا من هذه الأزمةِ الإنسانيةِ.
5 - استغِلُّوا الوقتَ في العبادةِ وتلاوةِ القرآنِ، وغرسِ القيمِ والأخلاقِ في أفراد الأسرة.
6 - اجعلوا من هذا الشهرِ الكريم فرصةً للتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُزيحَ هذا الوباءَ، فالمؤمنُ ليس له ملجأ غيرَ الله تعالى يلجأُ إليه ويطمعُ في رحمته وعفوه، ولا ينفكُّ المسلمُ مُفتقِرًا إليه في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ.
7- الأخذِ بالأسبابِ، إن أصابتْه سرَّاءُ كان من الشاكرينَ، وإن أصابته ضراءُ كان من الصابرينَ.
8- وعليكم بحسن الظن بالله، وثقوا بأنه سبحانه سيرفع البلاء وستعود حياة الناس إلى طبيعتها دينًا ودنيا، فهو سبحانه القائل عن نفسه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".