علي جمعة: الكفر بالله أخف من الزنا (فيديو)
قال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن سيدنا لوط كان ابن أخو سيدنا إبراهيم، وكان سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء بما فيهم لوط، منوهًا بأن سيدنا لوط آمن بسيدنا إبراهيم وهاجر مع من أور الكلدانيين إلى الأرض المقدسة عابرين للنهر، والراجح أن سيدنا لوط جاء مع سيدنا إبراهيم أيضًا في رحلته لمصر طلبًا للرزق أو طلبًا للتبليغ والدعوة وتقديم المعونة للناس، لكنه عاد لسدوم وعمورية وفقًا لما جاء في الكتاب المقدس في العهد القديم.
وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "مصر أرض الأنبياء، المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم الخميس، أن قوم لوط أتوا بفاحشة لم يسبقها أحدًا من العالمين، وهي أن يأتوا الرجال شهوة من دون النساء، وجميع الأديان الإبراهيمية وغيرها ترفض هذا الكلام، منوهًا أن البعض ينظر للشذوذ الجنسي على أنه من حقوق الإنسان، وهذه ثقافتهم وهم أحرار أن يجاهروا بمعصية الله، موضحًا أن حقوق الإنسان في الشريعة هي مقاصد الدين بحفظ النفس والعقل والدين وكرامة الإنسان والملك، وأنزل الله غضبه على قوم لوط عن طريقه ملائكته، وحولوا المنطقة التي يقيموا بها للبحر الميت حاليًا.
وأرجع مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، سبب أخذ امرأة لوط لنفس عقاب قومه رغم انها سيدة للتربية، مستدلًا على ذلك بقول الله سيدنا وتعالى: " إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا"، وامرأة لوط كانت من هذا القوم وترى أن ما يقوموا به لا شيء فيه، مشيرًا إلى أن امرأة نوح وامرأة لوط كانوا تحت عبدين صالحين فخانتهما، مشددًا على أن الخيانة هنا ليس مقصود بها الخيانة الزوجية فزوجات الأنبياء منزهين عن هذا، ولكنهم خالفوهم فيما يدعوا إليه، مضيفا أن الكفر بالله أخف من الزنا؛ لكون المسائل العقدية لزوجة النبي لا تقدح في فطنة النبي، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ولكن زوجات الانبياء منزهة عن الانحراف وهذا باتفاق العلماء.
وقال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، خلال حلقة سابقة، إن مصر تشرفت بمقدم سيدنا إبراهيم وزوجته السيدة سارة عليهما السلام، ولكن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- ولد في منطقة أور الكلدانيين، وهي الآن من ناحية الخريطة السياسية تقع شرق تركيا، وكانت الدنيا آنذاك ليس فيها الحدود السياسية المعروفة الآن ولا فكرة الدولة القومية الحديثة التي نشأت فيما بعد.
وأضاف "جمعة"، أن سيدنا إبراهيم تعرض لحادثة إلقاءه في النار ونجاته منها في مدينة غازي عنتب، في شمال سوريا، وتسمى مدينة الأنبياء، ومازال يوجد بها المكان الذي أُلقي منه سيدنا إبراهيم، والمكان الذي أوقد فيه النار؛ لكونه يقال أنهم ظلوا لسنوات يجمعوا الحطب لإبراهيم حتى يحرق، وكانت المرأة في هؤلاء القوم المشركين تنذر للإله الذي يعبده أنه لو تحقق لها طلب معين تقوم بجمع طن حطب لحرق إبراهيم.