سعد الهلالي: من لا تعجبه فتوى يبحث عن غيرها لتحقيق راحته (فيديو)
قال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الدين صدق وإخلاص وبراءة وليس فتاوي، موضحًا أن الفتاوي مجرد آراء فقهية بشرية، ورؤية تنير الطريق، معقبًا: "لو الفتوى معجبتنيش أشوف غيرها لأن كل ما يهمني إرضاء الله، وإيجاد راحتي معه وهذا هو الرشد الديني".
وأضاف "الهلالي"، خلال تقديمه برنامج "كن أنت"، المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم الأربعاء، أن الجماعات الدينية تريد أن تقدم أفكارها على أنها مراد الله، والله سبحانه وتعالى حذرنا منها في قوله: " فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ"، منوهًا بأن أهم العقبات أمام تحقيق الرشد الديني هو ما يقوم به الأوصياء من تشكيك الإنسان في ذاته وقناعته.
وتابع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن البحث عن الرشد الديني لن يأتينا ولكن سننتزعه بالرفق وبالذوق والوعي والإنسانية والمعرفة، مشددًا على أن سلاحنا الوحيد لبلوغ الرشد الديني هو العلم والوعي والتنوير، وسخر من المقولة التي يرددها البعض:"من لا شيخ له فشيخه الشيطان"، قائلًا: "هنعين لكل مواطن شيخ"، مؤكدًا أن هذه العبارة كريهة وغير صحيحة، وترتب عليه أن الشيوخ وضعوا أنفسهم في مواجهة الحق والرحمن والشيطان، وتعتبر اتهام للشعب بعبادة الشيطان.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قال في تصريحات سابقة، إن الإنسان مسؤول عن نفسه أمام الله سبحانه وتعالى، ولن يتحمل ذنبه يوم القيامة شخص أفتاه بفتوى لا توافق دين الإسلام المبنى على اليسر والوسطية والسماحة، مشيرًا إلى ضرورة أن يجتهد الشخص ويطلع على الآراء ولكن لا يتقيد بفتوى معينة، وتابع: "أي شخص يأخذ منه ويرد كل فتوى ممكن تأخذ منها أو تردها".
وأضاف "الهلالي"، أن على الإنسان أن ينظر للفتوى على أساس موافقتها لرحمة الله سبحانه وتعالى، ومن ثم يجتهد هو بنفسه، وتابع: "المجتهد المخطئ له أجر، وعندما يصيب له أجران.. ولا تأخذ بالفتوى التي لا ترى فيها رحمة الله".
وشدد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على أن مؤسسة الأزهر الشريف تقدم معلومات، لافتًا إلى أن الفتوى المعتبرة لدى أي إنسان غير ملزمة لغيره، وتابع: "الشيء الوحيد المعتبر هو التوافق الشعبي، بمعنى أن مجلس النواب عندما يصدر قانونا يكون معتبرًا وملزمًا".
واعتبر أن من أعظم ما حصل عليه الشعب المصري من مكاسب ثورة 30 يونيو هو الوعي الديني، مشيرًا إلى أن الوعي الديني يجعل الدين لله، فالله سبحانه وتعالى جعل ملف الدين له ولم يعطيه لمخلوق، مستدلًا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى،: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ"، موضحًا أن الشعب المصري العظيم أعاد أمر الدين لله اعتبارًا من 30 يونيو، بعد النكبة التي تعثر فيها الشعب عام 2013، وربنا نجاه منها بتوفيق من الله، مشددًا على أن تتابعات أن يكون الدين لله، أن يحصل الإنسان على رشده الديني، مثلما يحصل على رشده المالي.