خالد الجندي: ضرب الزوجة ليس من الإسلام (فيديو)
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن جمهور المفسرين ذهبوا لتفسير واضربوهن في قول الله سبحانه وتعالى: " وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"، إلى أنه الضرب الرفيق بالسواك للتذكير.
وأعرب "الجندي"، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء، عن رفضه لتفسير جمهور المفسرين، موضحًَا أن ضرب الزوجة ليس من الإسلام، منوهًا بأن ذهاب بعض العلماء والمعاصرين إلى أن الضرب هنا لا يعني به حتى الضرب بالسواك؛ لكونه فيه إهانة وتطاول وتجاوز، وإنما الضرب هنا بمعنى الترك والابتعاد، مثلما جاء في قول الله سبحانه وتعالى:" وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا".
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الضرب ذكر في القرآن جاء بـ 14 معني، بمعنى السفر في قول الله سبحانه وتعالى: "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ"، وبمعنى التغطية في قوله: " وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ"، وبمعنى الكشف في قوله: " وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ"، وبمعنى الصفح والعفو في قوله:" أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا"، وبمعنى القطع في قوله: " فَضَرْبَ ٱلرِّقَابٍ".
وألمح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى أن كلمة «واضربوهن» ليست أمرًا بالضرب، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلم لا يحبذ هذا الأمر ولم يمارسه مرة واحدة في حياته، لكن للأسف الشديد فُهمت على أنه أمر، وأن الضرب حق للزوج حتى لو كان نتيجة لخلافات تافهة، وهنا نجد أن الإسلام ظلم مرتين؛ ظلم عندما فهمه المسلمين وطبقوه بشكل خاطئ وظلم مرة أخرى عندما وصفه الغرب بالوحشية، موضحًا أن "واضربوهن" تشبه أكل الميتة لمن يشرف على الموت ولم يجد غير هذا الحل.
وأردف: أن الحالة التي تحدث عنها الإسلام هي أن يكون الزوج كريم ويحب زوجته، ويريد أن يبقى عليها ولا توجد وسيلة باقية إلا الضرب الرمزي، وذلك من باب عقوبة الأم لابنتها التي تحبها وتقدمها على نفسها ولكن تضطرهم الظروف لهذه العقوبة، حرصًا عليها.
وأشار إلى أنه ليس من العدل والإنصاف أن تدان المجتمعات الإسلامية وتتهم بالتخلف والوحشية في حين أن الضرب داخل الأسرة ثقافة سائدة في سائر الشعوب.
وتساءَل هل الضرب المبرح الذي يؤدي إلى القتل في أمريكا متقدم ومتحضر، والضرب الذي أبيح وليس مأمور به وله ضوابط ومواصفات وشروط هو الذي يوصف بـ التخلف والوحشية!، مشيرًا إلى الدراسة التي أجراها المجلس الوطني للوقاية من العنف في أمريكا، نجد أن الدراسة أكدت أن ربع الرجال وسدس النساء قبلوا صفع الزوج لزوجته في ظرف معين من الخطأ، كما أكدت أن 56%من الأزواج ضربوا زوجاتهم بسبب الإهمال في الواجبات الزوجية.