هل كورونا عقاب من الله؟.. شيخ الأزهر يوضح (فيديو)
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، ردًا على تساؤل ورد إليه هل يعتبر وباء كورونا عقاب من الله أم ابتلاء لعباده، أن البلاء هو اختبار وامتحان من الله لعباده، والله سبحانه وتعالى كما يبتلي عباده بالشر يبتليهم بالخير، مستدلًا على ذلك بقوله سبحانه وتعالى: " وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"، وقوله أيضًا:" وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"، وقوله ايضًا:" فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ".
وأضاف "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأحد، أن الغني وسعة الرزق ابتلاء من الله، حيث أن هذا الابتلاء يتطلب نوعًا خاصًا من الشكر، فالشكر من جنس النعمة، ولا بد أن يخرج الزكاة والصدقات وحق أولي القربى والمساكين، وليس من السهل على المواطن أن يحسب يوميًا ما ينبغي أن يخرجه مما لديه من خير، فهذا شيء صعب قد يفوق صعوبة صبر الفقير على البلاء بضيق الرزق، والتضييق في الرزق ابتلاء، فالإنسان يبتلى بالشر وبالخير، والمطلوب من الإنسان في الحالتين هو الصبر ليحصل على المقصود من الابتلاء وهو الثواب.
وتابع شيخ الأزهر، أن الإنسان خلق شحيحًا، وصبر الإنسان الغني على المعاناة اليومية للسير عكس هذا الاتجاه يحتاج لإنسان صابر ويتحمل ويضحي، والثواب على أنه يفعل اشياء ضد طبيعته، مشددًا على أن الفقير الصابر والغني الشاكر الاثنان في الجنة، ولكن كثير من الصالحين يفضلون الصبر على البلاء بالفقد والمرض وغيره على الابتلاء بالنعمة، وهذا ما عناه سيدنا عمر حين قال: " بلينا بالضراء فصبرنا، وبلينا بالسراء فلم نصبر".
ونشرت الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الرسالة الثالثة ضمن الأخلاق العشرة التي ينبغي الالتزام بها لمواجهة فيروس كورونا.
وأكد الأزهر أن سُنَّة الله تعالى في خَلقِه أن يبتليهم ببعض المِحن؛ ليختبر إيمانهم به، وصدق توكلهم عليه، وإحسان بعضهم لبعض؛ قال تعالىٰ: {وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ}.
وشدد الأزهر على أنه يجب على المُسلم أن يكون وقت البلاء عند مُراد الله تعالى منه، وأن يتحلى بصفات وآداب تحفظ عليه عبادته وأخلاقه وإنسانيته، ويواجه بها البلاء، نذكر منها.
وأشار في رسالته الثالثة إلى ضرورة التَّأدب مع الله تعالى وقت البلاء، والاستكانة بين يديه، وصدق اللجوء إليه، والإلحاح في دعائه، والاقتداء بسيدنا رسول الله ﷺ وصحابته الكرام في تضرُّعهم واستغاثتهم بربهم في أوقات الشِّدة والبلاء.