نبيل فهمي: يجب وضع رؤية واضحة بشأن مستقبل العالم العربي
قال السفير نبيل فهمي، وزير الخارجة الأسبق، إن الطبقة الوسطى الآسيوية أصبحت تقارب الستين بالمائة، وقد يؤدي صعود الطبقة الوسطى والنهوض الاقتصادي إلى تغير في طبيعة الشخصية الآسيوية أو روح آسيا، ربما يؤثر ذلك في صناعة القرار، وربما يؤثر في خصائص الشخصية الهادئة والحذرة.
وأضاف "فهمي"، خلال ندوة مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية برئاسة أحمد المسلماني، أنه بالنسبة للصين - العملاق الآسيوي - فإن بكين دائمًا تتحدث عن نفسها كدولة نامية ذات طموحات اقتصادية وليست لها طموحات سياسية، وهذا قول صحيح لكنه غير مكتمل، فالمصالح الاقتصادية بما تحتاج من أسواق واستثمارات خارجية سوف تنشأ معها بالضرورة المصالح السياسية.
وتابع: إنني أزور الصين نحو أربع مرات سنويًا، وكان ذلك قبل ظهور فيروس كورونا، وتقديري أن الحديث الأمريكي عن الخطر الصيني فيه مبالغة قوية، من الممكن أن تحدث بعض المشكلات بين الحين والآخر بين أمريكا والصين، لكنه - في تقديري - لا مجال للمقارنة مطلقًا بين القدرات الأمريكية والقدرات الصينية، إذا ما أخذنا في الاعتبار الجانب العسكري الأمريكي، والاستعداد لاستخدام القوة إذا تطلّب الآن ذلك.
وصف السفير نبيل فهمي نظرته تجاه الشرق الأوسط بالنظرة الوسطية، لا هى متفائلة ولا متشائمة، ودعا إلى وضع رؤية واضحة بشأن مستقبل العالم العربي، وبحث صياغة الهوية السياسية في إطار جديد من الفكر العروبي.
وقال: إن المنطقة تمتلئ بالمشكلات، هناك المشكلات العربية - الإسرائيلية، السياسة الإيرانية ضد الدول العربية، وهناك قضايا سوريا واليمن، ثم إن هناك محاولة النفوذ التركي في ليبيا، من أجل المطامع الاقتصادية التركية داخل ليبيا وفي شرق المتوسط، وإن أردوغان يبحث عن دور بالغ الخطورة من ليبيا إلى السودان، وهذا البحث يأتي بعد فشل تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي، ثم فشلها في أن تكون جسرًا بين الشرق الأوسط والغرب، ثم فشلها مرة ثالثة في أن تكون جسرًا بين جماعات الإسلام السياسي والغرب، إن تركيا حائرة فكر.
ومن ناحيته عبر الكاتب السياسي أحمد المسلماني رئيس المركز، سعادته باستضافة السياسي والدبلوماسي المصري المرموق، وانطلاق أولى المحاضرات التى يعقدها المركز قائلًا: "تشرفت بالتعاون مع سيادة السفير اثناء عملي مستشارًا للرئيس عدلي منصور، وأشهد لسيادته بالكفاءة الوطنية والامتياز، لقد كان الدور المهم الذي قام به خلال الفترة الانتقالية دورًا تاريخيًا لا يمكن أن ينسى".