مبادرة "أطفال مفقودة": خطف طفل من أسرته أصعب من قتله
وجه رامي الجبالي، مؤسس مبادرة "أطفال مفقودة"، رسالة للأسر التي لديها مفقودين سواء أطفال أو شباب أو مسنين، قائلًا إننا نسعى من خلال المبادرة بكل ما أوتينا من قوة لمساعدتكم لأننا نعلم جيدًا أنكم في حدث جلل وصعب على أي شخص، مشيرًا إلى أن الأسرة التي تفقد طفلًا سواء عن طريق الخطف أو تغيب يكون أصعب بكثير من القتل لأن مصيره حينها يكون معروفًا.
وأضاف "الجبالي"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "وطن رقمي"، الذي يقدمه الإعلامي حسن عثمان، عبر فضائية "الحدث اليوم"، أن الأطفال المتغيبون من الممكن أن يتم استغلالهم في أعمال تسول أو التجارة الجنسية، مشيرًا إلى أن مبادرة "أطفال مفقودة" تم تأسيسها في عام 2016 وبدأت بنشر صور المتغيبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يكن في اعتقادنا أننا سنساهم في رجوع أي طفل متغيب لأن ثقافتنا كانت متمثلة في صعوبة رجوع هؤلاء الأطفال، موضحًا أننا فوجئنا بعد مرور 4 أشهر من تأسيس المبادرة برجوع طفل إلى أهله بعد نشر صوره ومن هنا غيرنا خططنا تمامًا وتحولنا من صفحة تنشر اليأس والبؤس إلى صفحة تبث وتنشر الأمل في نفوس الناس.
وأوضح أن المبادرة سامهت في رجوع 1880 طفلًا مفقودًا إلى أهلهم ما بين طفل مختطف بغرض التسول أو بغرض التبني أو بغرض التجارة الجنسية، علاوة على أن المبادرة ساهمت في رجوع أطفال هربوا من منازل أهاليهم بعد مرور عدة سنوات؛ فضلًا عن رجوع عدد كبير من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ إضافة إلى المسنين الذين خرجوا من منازلهم ولم يستطيعوا العودة مرة أخرى حتى أننا وجدنا أشخاصًا ظلوا خارج منازلهم لمدة 42 عامًا، لافتًا إلى أن هدفهم دائمًا أن مبادرة "أطفال مفقودة" لا تقم على فرد واحد ولكن تعتمد على أفراد من جميع التخصصات وصل عدهم حتى الآن إلى 700 متطوع.
وأشار إلى أن المبادرة تحاول قدر الإمكان تعليم هؤلاء الأطفال أشياء تفيدهم في المجتمع ومحاولة تعليمهم الكمبيوتر والسوشيال ميديا ماركيتنج والموضة بالنسبة للبنات، موضحًا أنهم استخدموا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التعرف على وجوه المتغيبين، لافتًا إلى أنهم ينشرون صور الطفل وقت تغيبه وقت أن كان عمره سنتين أو ثلاثة وبالتالي عندما يتم البحث عنه بعد عدة سنوات يكون شكله تغير تمامًا وبالتالي قمنا بعمل خاصية ونظام يُقارن صورة الشخص الذي تم تغيبه منذ فترة قريبة بصور الشخص المودع في أحد دور الرعاية منذ فترة قريبة، وكان الحائل والشئ الصعب بالسنبة لنا هو تخيل شكل الأطفال المتغيبين منذ عدة سنوات لأن شكلهم تغير بالتأكيد وبالتالي استعنا ببرامج على أجهزة الكمبيوتر تستخرج لنا صورة الشخص المتغيب من سنوات بصورته حاليًا بالتقريب والتحديد؛ علاوة على أنه تم الاستعانة بعدد من المهندسين ذو الكفاءة العالية في البحث عن الأطفال المتغيبين.