هل يجوز مهاداة الأهل والأصدقاء من النذر.. "علي جمعة" يجيب
وجه متصل، سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، قائلا: "إذا نذر أحد ذبح شيئا لله، فهل يمكن أن نهادي منها الأهل والأصدقاء؟".
ومن ناحيته، أوضح "جمعة"، خلال إحدى حلقات الدروس الدينية المذاعة عبر موقعه الرسمي على "اليوتيوب"، أنه لا يجوز أن نهادي من الذبيحة جزء للأهل والأصدقاء، طالما هى نذر فأن الذبيحة سواء كانت شاه أو غيره فهي انتقلت من كونها ملك الشخص إلى ملك الله.
وأوضح أن المقصود بملك الله أنها ملك الفقراء والمساكين، منوها بأن هناك مجتمعات يطلقون على ملك الله مصطلح ملك المجتمع، ولكن المقصود بهما واحد.
وعن رأي دار الإفتاء في تناول الناذر من النذر، أوضحت في فتوى لها، أن الكاساني الحنفي قال في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (2 226 ط دار الكتب العلمية-بيروت): [وَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ دَمِ النَّذْرِ شَيْئًا، وَجُمْلَةُ الْكَلَامِ فِيهِ أَنَّ الدِّمَاءَ نَوْعَانِ: نَوْعٌ يَجُوزُ لِصَاحِبِ الدَّمِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ، وَهُوَ دَمُ الْمُتْعَةِ وَالْقِرَانِ وَالْأُضْحِيَّةِ وَهَدْيُ التَّطَوُّعِ إذَا بَلَغَ مَحِلَّهُ، وَنَوْعٌ لَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ، وَهُوَ دَمُ النَّذْرِ وَالْكَفَّارَاتِ وَهَدْيُ الْإِحْصَارِ وَهَدْيُ التَّطَوُّعِ إذَا لَمْ يَبْلُغْ مَحِلَّهُ؛ لِأَنَّ الدَّمَ فِي النَّوْعِ الْأَوَّلِ دَمُ شُكْرٍ فَكَانَ نُسُكًا، فَكَانَ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ، وَدَمُ النَّذْرِ دَمُ صَدَقَةٍ، وَكَذَا دَمُ الْكَفَّارَةِ فِي مَعْنَاهُ؛ لِأَنَّهُ وَجَبَ تَكْفِيرُ الذَّنْبِ].
وأضافت دار الإفتاء، إلى أن العمراني الشافعي أوضح في "البيان" (4 458، 459 ط دار المنهاج-جدة): [فإن كان نذر مجازاة، بأن قال: إن شفى الله مريضي أو قدم غائبي فعلي لله أن أهدي أو أضحي شاة لم يجز له أن يأكل منها؛ لأنه لزمه على وجه المجازاة، فهو كجزاء الصيد، وإن كان بغير مجازاة، بأن يقول ابتداء: علي لله أن أهدي أو أضحي شاة، وقلنا: يلزمه، على المذهب، فهل يجوز له أن يأكل منها؟ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا يجوز؛ لأنه دم واجب، فلم يجز أن يأكل منه، كدم الطيب واللباس.
ونوهت دار الإفتاء أن هناك مذاهب الشافعية والحنفية أكدوا أنه لا يجوز للناذر تناول شيئا من النذر.