علي جمعة يوضح حكم ضرب المعلم للتلاميذ
وجه شخص تساؤلًا للدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، قال خلاله: "هل يجوز للمعلم ضرب التلاميذ؟"، وإذا كان لا يجوز الضرب فهل يجوز تهديده لهم.
وعقب مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، خلال إحدى حلقات الدروس الدينية التي يتم بثها عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، اليوم الخميس، أنه لا يجوز للمعلم أن يضرب التلاميذ، ويجوز أن يقوم بتهديدهم، أما الإيذاء البدني لا يأتي بنتيجة خاصة مع الثقافة السائدة لدى الأطفال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الذي ترى أن الضرب هو إهانة وليس تربية.
وتابع مفتي الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، أننا في السابق كنا نضرب حينما كان يعلم الولد نفسه أن هذا يهدف لتربيته ومن أجل مصلحته، ولكن الثقافة الآن تغيرت ولا بد أن يكون هناك شيء من الحزم.
ومن الجدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية كانت قد أوضحت حكم ضرب المعلم للتلاميذ، حيق قالت إن الإسلام هو دين الرحمة، والله وصف حبيبَه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة للعالمين؛ فقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، موضحة أن أَوْلَى الناس بالرحمة هم الأطفال؛ لضعفهم واحتياجهم الدائم إلى من يقوم بشؤونهم، وأكد دار الإفتاء المصرية، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل عدم رحمة الصغير مِن الكبائر؛ فقال: «لَيْسَ مِنَّا مَن لمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرِنَا» رواه الترمذي، ولم يرد عنه أنه ضرب طفلًا قَطُّ، فوجب على المعلمين أن يقتدوا بسيرته العطرة في ذلك.
كما شددت دار الإفتاء المصرية على أن الطفل قبل البلوغ ليس مكلَّفًا، ويجب التعامل معه -بغير ضرب- على جهة التأديب والتربية فقط لا على جهة العقاب؛ لأن العقاب إنما يكون على ارتكاب محرَّم أو ترك واجب.
وأشارت دار الإفتاء المصرية، إلى أن تلاميذ المرحلة الثانوية مكلَّفون بالغون، والبالغ لا يُضرَبُ إلا في حدٍّ أو تعزير، وهذا من سلطة ولي الأمر ولا يكون إلا بإذنه، موضحة أنه إذا رأى وليُّ الأمر منعَ الضرب في المدارس بمراحلها المختلفة، وتوقيعَ العقوبة على مُمارِسِهِ، فله ذلك شرعًا، ويجب الالتزام به.