عالم أزهري: الهجرة لم تكن أبدا فرارا كما يدعي البعض
قال الشيخ إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الهجرة النبوية كانت انطلاقة جديدة للدعوة، ولم تكن أبدا فرارًا كما يدعي البعض، لافتا إلى أن الله قال للنبي: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ".
وأضاف "رضا"، في لقاء مع برنامج "مصر النهاردة"، المذاع على القناة الأولى بالتلفزيون المصري، أن الدليل على ذلك؛ هو أنهم عندما اجتمعوا على النبي لقتله خرج من بينهم ولم يرونه.
وتابع العالم الأزهري، أن الهجرة جاءت بأمر إلهي، وأهم الدروس في الهجرة هو سماحة النبي، ويجب مقارنة ذلك مع سماحة المصريين بعد تغيير مسار الدولة في 30 يونيو بعد عام مظلم من حكم جماعة الإخوان.
وأشار إلى أنه من الدروس الأخرى هو الإعداد الجيد، وكان النبي لديه حسن ظن بالمختلفين معه في العقيدة، كما فعل مع "النجاشي"، مشددًا على أن الدين الإسلامي يؤمن بالتعددية والتنوع.
هذا، وأعلنت دار الإفتاء، أن السبت 31 أغسطس 2019م هو أول أيام السنة الهجرية الجديدة 1441هـ.
واستطلعت دار الإفتاء المصرية، هلال شهر المحرم لعام 1441 هجرية، بعد غروب شمس الجمعة (6.22 مساءً)، من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية.
وتعتبر الهجرة النبوية هي حدث تاريخي وذكرى ذات مكانة عند المسلمين، ويقصد بها هجرة النبي محمد وأصحابه من مكة إلى يثرب والتي سُميت بعد ذلك بالمدينة المنورة؛ بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى من زعماء قريش، خاصة بعد وفاة أبي طالب، وكانت في عام 1هـ، الموافق لـ 622م، وتم اتخاذ الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجري، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب بعد استشارته بقية الصحابة في زمن خلافته، واستمرت هجرة من يدخل في الإسلام إلى المدينة المنورة، حيث كانت الهجرة إلى المدينة واجبة على المسلمين، ونزلت الكثير من الآيات تحث المسلمين على الهجرة، حتى فتح مكة عام 8 هـ.
وشرعا يفصل المسلمين عن بداية السنة الهجرية رؤية الهلال في السماء، وعلى الأرجح تتوافق الرؤية الشرعية واستطلاع الهلال في كل شهر عربي مع الحسابات الفلكية، ويعود ذلك إلى دقة الأجهزة الفلكية الحديثة وتطورها، والتي غالبا ما تكون حساباتها صحيحة إذا ما قورنت لاستطلاع هلال الشهر الجديد في الليلة السابقة له.
والتقويم الهجري هو أحد التقاويم التي اتخذتها الشعوب، والتي تختلف في خصائصها الدقيقة عن بعضها البعض إلا أنه يمكن إجمالها في نوعين رئيسيين أحدهما شمسي أساسه دوران الأرض حول الشمس، والآخر قمري وأساسه دوران القمر حول الأرض، وثالث مختلط يجمع بين التقويميين الشمسي والقمري، ويعتمد التقويم الهجري على رؤية الأهلة ومتابعة ورصد حركة النجوم الثابتة المستقرة في حركتها مثل الشمس والكواكب والأقمار، ومن خلال هذه المتابعة ورصد حركة هذه الأجرام وحساباتها، وقد تم تقسيم السنة الهجرية إلى 12 شهرا يحتوي كل منها على 29 أو 30 يوما وفقا لدورة القمر الشهرية حول الأرض، وبحسب التقويم القمري للمسلمين فإن السنة الهجرية الأولى وافقت بالحساب الميلادي الخميس 15 يوليو عام 622 يوليانية.
وكان العرب قبل الإسلام يستخدمون تقاويم مختلفة ترتبط بأحداث مهمة وجمعيها مبني على حركة القمر الشهرية، فقد كانوا يؤرخون الحوادث بالنسبة للعام الذي بنيت فيه الكعبة عام 1855 قبل الميلاد، ولما أصبح هذا التاريخ موغلا في القدم أخذوا يؤرخون بحادث انهيار سد مأرب باليمن (عام 120 قبل الميلاد)، ثم بدأوا يؤرخون الحوادث بعام الفيل571 ميلادية، وقبل ظهور الإسلام بفترة قصيرة أخذوا يؤرخون بعام تجديد الكعبة 605 ميلادية.
وبعد هجرة الرسول من مكة إلى المدينة بدأ المسلمون الأوائل يؤرخون حوادثهم بشكل أخر فقد سموا السنة الأولى للهجرة بـ "سنة الإذن بالهجرة"، والثانية بـ "سنة الأمر بالقتال"، والثالثة "التمحيص"، والرابعة "الترفئة" والخامسة "الزلزال" والسادسة "الاستئناس" والسابعة "الاستقلاب" والثامنة "الاستواء" والتاسعة "البراءة" والعاشرة "الوداع" أي سنة حجة الوداع الأخيرة.