دبلوماسي سابق: القارة الإفريقية تمثل ربع دول العالم
كشف السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، عن أهمية مشاركة مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي بقمة الدول السبع الصناعية الكبرى، التي عقدت بفرنسا، قائلًا إن مصر تشارك بصفة أساسية باعتبارها رئيس الاتحاد الإفريقي.
وأضاف "حسن"، خلال مداخلة تليفونية مع الإعلامية إيمان الحصري، ببرنامجها "مساء دي إم سي"، المذاع على فضائية "دي إم سي" مساء اليوم الإثنين، أن القارة الإفريقية 54 دولة، وتمثل ربع عدد دول العالم، وبالتالي اهتمت المجموعة بسماع صوت إفريقيا من خلال رئيس الاتحاد الإفريقي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح أن هذه المناسبات يكون لها فوائد عظيمة؛ أولًا اللقاءات الثنائية للرئيس السيسي مع رؤوساء الدول ورؤوساء الحكومات، موضحًا أن الرئيس اجتمع مع رؤوساء دول إفريقية للتنسيق في القضايا الإفريقية المختلفة، وكذلك التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء بريطانيا، والمستشارة الألمانية، إلى جانب العلاقات الثنائية على المستوى الفرنسي.
وكان قد التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على هامش فعاليات قمة مجموعة الدول السبع بفرنسا، عددًا من الرؤساء والمسؤولين متخذي القرار، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مؤكدًا على حرص مصر على مواصلة تعزيز أطر التعاون المشترك، وكذلك تعزيز التشاور السياسي إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
واستهل السيسي في بداية لقائته باستقبال، كل من رئيس رواندا "بول كاجامي"، ورئيس السنغال "ماكي سال"، ورئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا"، ورئيس بوركينا فاسو "روك كابوري"، إضافة إلى رئيس المفوضية الأفريقية "موسى فقيه"، خلال غداء عمل استضافه الرئيس باعتباره رئيس الاتحاد الأفريقي، وتنسيقًا للمواقف الأفريقية خلال قمة مجموعة الدول السبع.
رؤساء السنغال ورواندا وبوركينا فاسو
وقال الرئيس السيسي خلال الاجتماع إن الهدف منه هو التنسيق والتشاور قبل بدء أعمال القمة، والتوافق على الرسائل العامة التي سيتم طرحها، وبحيث تتحدث الدول الأفريقية المشاركة بصوت واحد متناغم خلال أعمالها، لإيصال رسالة قوية بشأن التحديات التي تواجه دول القارة وسبل معالجتها، والتعبير عن المواقف المشتركة للقارة الأفريقية خلال مختلف الفاعليات واللقاءات، والتي سيتم إثارة بعضها في كلمة مصر الافتتاحية بالنيابة عن القارة.
رئيس وزراء إيطاليا
كما استقبل السيسي، رئيس وزراء إيطاليا "جوزيبي كونتي"، وأشاد الرئيس خلال اللقاء بالعلاقات المتميزة تاريخيًا بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنسيق والتعاون للتصدي للعديد من التحديات في منطقة المتوسط، مؤكدًا الأهمية التي توليها مصر لتطوير مختلف أطر التعاون المشترك بين مصر وإيطاليا في مختلف المجالات، فضلًا عن التنسيق والتشاور إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي عن حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على شتى الأصعدة، في ضوء التطورات الاقتصادية الإيجابية التي تشهدها مصر خلال الفترة الأخيرة، وكذلك مواصلة التشاور حول مستجدات الأوضاع الإقليمية، في ضوء جهود مصر في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتطرق اللقاء إلى التعاون المشترك بين الجانبين بشأن التحقيقات الجارية في مقتل الطالب الإيطالي "ريجيني"، حيث جدد الرئيس تأكيده باستمرار الجهود للكشف عن ملابسات القضية للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة. كما تطرق اللقاء إلى بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية، من بينها جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكذا مستجدات الأوضاع في ليبيا، حيث أكد الرئيس في هذا الصدد ثوابت الموقف المصرى القائم على التوصل لتسوية سياسية في ليبيا تضمن الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها الإقليمية، وتمنع التدخلات الخارجية في ليبيا، مع دعم دور مؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها الجيش الوطني الذي يقوم بمحاربة الاٍرهاب والمليشيات المسلحة، بهدف تلبية طموحات الشعب الليبي الشقيق نحو عودة الاستقرار والأمن.
المستشارة الألمانية
والتقى الرئيس السيسي، مع المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، وأعرب الرئيس خلال اللقاء عن تقدير مصر لما تشهده العلاقات المصرية الألمانية من تطورات إيجابية مستمرة والتزام مشترك بتطويرها في جميع المجالات ذات المنفعة للبلدين والشعبين الصديقين، مؤكدًا على حرص مصر على مواصلة تعزيز أطر التعاون الثنائي كافة، وكذلك تعزيز التشاور السياسي بين البلدين إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وذلك في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي وعضوية ألمانيا في مجلس الأمن الدولي- وفق ما أكد السفير بسام راضي المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية-.
من جانبها، أشادت المستشارة الألمانية بالروابط والعلاقات المتينة التي تجمع بين مصر وألمانيا، وثمنت قوة الدفع الكبيرة التي تشهدها العلاقات بين البلدين مؤخرًا، خاصة في مجال العلاقات الاقتصادية والتجارية، مؤكدةً في هذا الإطار أن مصر تعد أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط. كما أعربت المستشارة الألمانية عن حرص بلادها للتنسيق المكثف مع مصر فيما يتعلق بالملفات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيرة إلى ما تمثله مصر كركيزة أساسية للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومنطقة المتوسط.
كما تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز أطر التعاون الثلاثي بين البلدين في أفريقيا، في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، ومبادرة شراكة أفريقيا مع مجموعة العشرين، التي طرحتها ألمانيا عام 2017 وتستضيف اجتماعاتها السنوية ببرلين.
الرئيس الأمريكي
وتناول اللقاء بين الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي دوناد ترامب، تطورات مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكد الرئيس دعم مصر لجميع الجهود المخلصة التي تهدف لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية، بما يسهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة تستفيد منها جميع شعوب المنطقة.
كما توافق الرئيسان على أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في ليبيا وسوريا، وأكد الرئيس في هذا الصدد أن دعم المؤسسات الوطنية وترسيخ تماسكها من شأنه المساهمة في الحفاظ على وحدة الدول التي تعاني من أزمات وصيانة مقدرات شعوبها وإنهاء المعاناة الإنسانية الهائلة التي عانت منها هذه الشعوب الشقيقة على مدار السنوات الأخيرة.
وأكد الرئيس خلال اللقاء قوة وعمق العلاقات الإستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، مشيدًا بما تشهده تلك العلاقات من تطور إيجابي متواصل خلال إدارة الرئيس "ترامب"، مشيرًا إلى حرص مصر على الاستمرار في الارتقاء بأطر التعاون المشترك في جميع المجالات، فضلًا عن مواصلة التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية حول سبل ترسيخ السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، في ضوء تعدد الأزمات التي تعاني منها المنطقة وخطورتها، كما شدد على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لتقويض خطر الإرهاب ومنع وصول الدعم لتنظيماته سواء بالمال أو السلاح أو الأفراد.
وأعرب الرئيس الأمريكي، عن تقديره لمصر ولشخص الرئيس، وما حققته مصر تحت قيادة الرئيس من أمن واستقرار وكذلك تطورات تنموية بالرغم من المحيط الإقليمي غير المستقر وما يفرضه ذلك من تحديات ضخمة، كما أكد أهمية إستراتيجية العلاقات المصرية الأمريكية، وتطلع الولايات المتحدة إلى المزيد من تطوير علاقات التعاون الثنائي على جميع المستويات، مشيرًا إلى ما تحققه مصر من نجاح في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي ودفع عملية التنمية الشاملة، وأكد الرغبة في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة بينهما.
رئيس وزراء بريطانيا
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، على هامش قمة مجموعة السبع المنعقدة بفرنسا.وشهد اللقاء التباحث حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها جهود مكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي في التصدي للإرهاب، من خلال مقاربة شاملة تتضمن قطع تمويل الإرهاب ودعمه بالسلاح والأفراد والغطاء السياسي، فضلًا عن نشر وتعزيز الفكر الديني الوسطي ودحض الفكر المتطرف. كما اتفق الجانبان على أهمية بذل أقصى الجهد للتوصل إلى تسويات سياسية شاملة، تعالج جذور الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على نحو يمهد الطريق لإرساء السلام وتحقيق التنمية التي تتطلع إليها شعوب المنطقة.
وتم التوافق والتطلع المتبادل خلال اللقاء لأن تشهد الفترة المقبلة خطوات فعالة لتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا وتفعيل أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والسياسية والأمنية والسياحية، فضلًا عن مواصلة التشاور والتنسيق السياسي حول قضايا المنطقة وتطورات الأزمات بها في ضوء التحديات والتهديدات المتعددة التي تموج بها المنطقة خلال هذه المرحلة، بحسب ما أكد السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن سعادته بلقاء الرئيس، وتقديره للمشاركة المصرية الفعالة في اجتماعات قمة مجموعة السبع، في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لهذا العام.
كما أكد عزم حكومته الارتقاء بمختلف أوجه العلاقات الثنائية مع مصر، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، ومشيدًا في هذا الصدد بما تحقق في مصر على المستوى الاقتصادي من تطورات إيجابية ملموسة.