آمنه نصير: مواقع التواصل الاجتماعي "فتنة العصر"
استنكرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة وعضو مجلس النواب، انتشار جروبات الستات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتسبب في حدوث مشاكل أسرية، قائلة: "نحن لم نخترع هذه الآليات، ومع ذلك نحن اكثر الناس الذي أساءنا استخدامها".
وأضافت نصير، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "طلب حضور" على فضائية "الحدث اليوم"، مساء الثلاثاء، أننا لم نجعلها وسيلة تواصل اجتماعي ناضج ولم نجعلها قيم قوية نتواصل بها، وإنما جعلناها دردشة من نوع منحط في اللغة والفكر، وتمزيق للعلاقات والأرحام، وأفسدنا كثير من إستقرار أسرنا.
واعتبرت أن مواقع التواصل الاجتماعي هي فتنة العصر التى فُتنا بها، وتراجعنا عن الكثير من موروثنا الجميل، وقيمنا الأسرة التى تربينا عليها، مناشدة الشعب المصري بالحرص على الأسرة التى هي بمثابة حرص على المجتمع ككل، مؤكدة أننا بحاجة لأسر قوية عفية سليمة الفكر والبنية والعقيدة والثقافة حتى تصدر إناس أقوياء يُبنى بها المجتمع.
وانتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الجروبات النسائية ذات الطابع السرى.. هل هذا بسبب المجتمع الذى لا يعطى للمرأة القدر الكافى من الحرية للتعبير عن نفسها والتنفيس عن رغباتها وآلامها؟..أم أنه من باب الفضفضة بأمور نسائية لا يصح الإطلاع عليها؟..أم أن هناك مشاكل من نوع جديد تواجه المرأة فى مجتمعنا وتحاول الاستعانة بغيرها من النساء فى حلها؟.
ويعد جروب "confession of amarried woman" أو "اعترافات سيدة متزوجة" من أشهر الجروبات الموجود على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، والذى يتفاعل معه عدد كبير من النساء بنشر مشكلاتهن الأسرية والنفسية ومحاول البحث عن حلول لها، وعن هذا تحدثت "زينب العشرى" ذات الثلاثون عامًا والتى تعمل بمجال التسويق ومنشئة الجروب في تصريحات صحفية، عن هذه المجموعة النسائية التى بدأت فكرتها منذ 4 سنوات فقط قائلة: "الفكرة جاتلى بعد ما اتجوزت وواجهت مشاكل عادية وبدأت أحكى مع أصحابى عن مشاكلنا وحسيت إن الستات محتاجة حد يتكلم بلسانهم".
وأضافت أنها رأت حاجة المرأة للتحدث عن مشكلاتها بصراحة والبحث عن نصيحة صادقة بعيدًا عن الانتقاد، لذا أنشأت هذا الجروب ليضمها مع صديقاتها، إلا أن الأمر تطور حتى وصل عدد السيدات المشاركات فيه حتى الآن إلى 100 ألف سيدة، ونضمن من خلاله عرض المشكلات دون الإفصاح عن هوية صاحبتها، مما يضمن لهن الخصوصية ويزيح عنهن عبء الخوف والتردد فى الحديث عن مشاكلهن.
ولم تكتف زينب وفريقها الذى انضم إليها فيما بعد بذلك فقط، بل فكرت فى إفادة المرأة بشكل أكثر خبرة، فقامت بتفعيل الجروب على الانستجرام، ثم عمل موقع الكترونى خاص بهن لتقديم النصيحة والإرشاد، وكانت البداية بعمل ندوات تثقيفية يلقيها أطباء ومتخصصين ومستشارى علاقات زوجية وحياتية للتحدث عن كل ما يهم المرأة من مواضيع تخص صحتها ورشاقتها وجمالها والعلاقة الخاصة والتربية، كذلك قدموا فيديوهات مع محامين ومتخصصين فى العلاقات الزوجية وتم تدعيمها بورش عمل للسيدات والفتيات من كل الفئات تتناول كل ما يخص المرأة من موضوعات أو ما تتعرض له من مشكلات، تلك التى تهدف لمساعدتها فى مختلف المجالات، فتحول الجروب لجمعية نسائية تخدم المرأة على كل الأصعدة.
وبسؤالها عن نوعية المشاكل التى تقابلها وأكثرها غرابة قالت إنها تتنوع فى كل الاتجاهات وأغربها كانت لسيدة تخون زوجها فتخيلت إحدى القارئات أن هذه مشكلة تخصنى شخصيًا ثم بحثت عن حساب أخى الشخصى وكتبت له "انقذ اختك من الخيانة!"، ولكنه لم يفهم المقصود من الرسالة بالطبع وانتهى الموقف بذلك.
وتقول زينب إن المشاكل تتنوع بدرجة كبيرة، ولكن أكثرها يتعلق بالمشاكل الزوجية والحياتية مع الزوج أو الأهل أو المشاكل العاطفية عمومًا، والأعمار تبدأ من 21 عامًا، ولكننا نهتم بالجودة أهم من العدد، ونعتمد على وعى السيدات فى الانتقاء من بين النصائح التى تقدمها لهن القارئات.
وعن الخطوة المقبلة تقول إنها بصدد عمل مشروع جديد باسم "انطلقى" تحت مظلة الجروب، والذى سيتم من خلاله تشجيع ودعم السيدات للبدء فى العمل فى أى عمر، والدخول فى البرامج التدريبية لتعلم ما يساعدهن على خلق مهنة أو مشروع ليصبح مصدر دخل خاص بهن، وتضيف أن هذا فى نظرها يكمل الهدف من الجروب، وحتى لا يكون مجرد وسيلة للفضفضة فقط ولكن مؤسسة متكاملة لدعم المرأة.