خالد الجندي: بيان الأزهر عن الإخوان بطولي وواضح وصريح

توك شو

خالد الجندي
خالد الجندي


قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إننا في حالة اصطفاف وطني، يدعم الدولة بكل السبل والوسائل، مشددًا على أن الانحياز للحق والموقف الواضح أسلوب الرجال الذين يقدرون مسئولية الكلمة، ويقدرون المواقف مهما كانت تباعتها، منوهًا إلى أن الانحياز للوطن بعد الدين قضية محسومة عند العقلاء، مؤكدًا أن الأيدي المرتعشة لاتصنع أوطان، والكلمات الخائفة لاتبني مجدًا، والقلوب المتوجسة لاتستطيع أن تنهض بالأمم، لكن الرجولة والبطولة هي التى تصنع الأوطان.

ووصف "الجندي"، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" على فضائية "dmc"، اليوم السبت، بيان الأزهر عن الإخوان بالبيان البطولي الناري الصلب الواضح المحدد، والذي يعتبر بالنسبة للأزهريين إنقلاب في الوضوح والصراحة، فهو أعطى وأدلى بشكل محدد بموقف الأزهر الشريف من الجماعات التى تحاول أن تقوض الأوطان، وتسير على خطى الاوطان والتدمير.

وتابع، أن الازهر الشرف أكد أن جماعة الإخوان تسير على خطى داعش، معتبرًا أن الهجوم على شيخ الأزهر وغيره من المشايخ بالقول هذا شيخ السلطان، وشيخ المال وشيخ النساء؛ لانهم يريدوا أن يفقدوا المجتمع الثقة في علماءهم ليحطموا جسور الإتصال بينهم وبين أزهرهم الشريف.

وقال الأزهر في بيان له: «إن جماعة الإخوان الإرهابية تسير على خطى داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، التى تسعى إلى نشر الفوضى وتحقيق أجندات خفية، وتحاول عبثًا أن تهدد أمننا وأماننا، والواجب على كل فرد يعيش على أرض مصر أن يحافظ على تماسك الوطن، ويعمل على تنميته، ويسعى إلى ازدهاره، وحب الوطن لا يتحقق بالعبارات الرنانة، والأقوال البراقة، والشعارات المزينة والمزيفة، والهتافات الجذابة، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأفعال الأفراد وتصرفاتهم».

وأضاف الأزهر، «حرى بكل فرد فى المجتمع أن يظهر حبه لوطنه بالالتزام بالقوانين والأنظمة، والمحافظة على سلامة ممتلكاته والحرص عليها، وأن يؤدى مهامه ووظائفه بإخلاص وحب، وأن يحافظ على مال الوطن وثرواته ومقدراته ضد عبث العابثين ومكر الماكرين، فحفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء».

وردًا على بيان الجماعة الإرهابية، الذى أصدرته بشأن إعدام أعضائها المدانين باغتيال الشهيد هشام بركات تحت عنوان «عزاء مؤجل وقصاص مستحق»، قال «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف»: صدَّرت الجماعة بيانها بقول الله تعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ} (البقرة: 154)، وهو استشهاد فى غير موضعه وتحريف للكلم عن مواضعه، فالشهداء الحقيقيون هم من يدافعون عن أوطانهم ضد كل معتدٍ ويدفعون أرواحهم فداءً لحماية ترابه وسمائه وأهله، وكل من يعيشون على أرضه، وليس هؤلاء الذين يروعون أهله ويهددون أمنهم وأمانهم ويسعون إلى نشر الفساد والفوضى فى ربوعه. وأكد الأزهر أن «الإخوان» دعت صراحة إلى العمل على نشر الفوضى فى ربوع البلاد، ليكشفوا بذلك عن وجههم القبيح، الذى طالما حاولوا إخفاءه لخداع الشباب ولتتضح أهدافهم الحقيقية بعيدة المنال، ويعترفوا صراحة بأنهم جماعة تمارس العنف، وهذا ديدنهم، وأن الهدف البائس واليائس الذى يسعون إلى تحقيقه هو هدم أركان الدولة وإيقاع الفتنة بين أبنائها والدخول فى معترك الفوضى وتيه الاحتراب، الذى عانت منه دول عديدة فى المنطقة.

وأشار مرصد الأزهر إلى أنه «مما يسترعى الانتباه عنوان بيان الجماعة الذى صدرته بعبارة (عزاء مؤجل)، وهو لا شك عنوان له دلالته فهو استدعاء واضح لثأر الجهال ودعوة واضحة للخروج على مؤسسات الدولة ونظامها العام».

وأوضح أن «هذه الرغبة الجامحة لدى الجماعة الإرهابية فى الثأر والانتقام لا علاقة لها بتعاليم الدين، الذى تحاول الجماعة عبثًا اختطافه وتوظيف تعاليمه لخدمة أغراضها الخبيثة، لا سيما وقد تضمن البيان اعترافها بأنها والنظام فى مفاصلة، وقد وصلت وإياه لمنتصف الطريق، ولا بد من مواصلة السير، وإلا لو تراجعت فلن تحيى ما مضى، ولن تنقذ ما تبقى».