سعدالدين الهلالي: حق الإلحاد "مكفول" (فيديو)
قال أحمد سالم، أستاذ الفلسفة بجامعة طنطا، إن الله أعطى للإيمان العقل لكي يسير في طريق الإيمان أو الكفر، مشددًا على أن أساس الإسلام قائم على الاختيار، مستشهدًا بالآية التي تقول: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".
وأضاف "سالم" خلال لقائه مع برنامج "الحكاية" المذاع على قناة "MBC مصر" الفضائية، ويقدمه الإعلامي عمرو أديب، أنه يجب مساعدة الحائرين، مشددًا على أن الإلحاد شرائح ومستويات، ولا تستطيع تجميع الملحدين على أنهم مؤامرة كونية.
وشدد، أستاذ الفلسفة بجامعة طنطا، على أنه طالما لم يعلن الملحد عن عقيدته بالطعن في عقائد الآخرين "مش من حقك تيجي عنده"، مؤكدا على أهمية "الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار"، موضحا: "نحاسبه لما يطعن في عقائد الآخرين".
وأكد: "إذا كان حق الإنسان يفكر ويلحد.. هو حر.. هو مسئول عن نفسه.. الاعتقاد مش بالعافية"، مشددًا على أن المشكلة في الإعلان والطعن عن حق الآخرين.
ولفت إلى أن هناك شيء خطير وهو اختلاط الشباب بالثقافة الغربية، والشباب الذين يأخذون هذا الاتجاه يتأثرون بهذه الثقافة ولديهم اضطلاع واسع جدًا، مشددًا على أن هناك هزة حدثت بعد 25 يناير، وفي مثل هذه اللحظات "الحاجات اللي تحت الأرض بتطلع"، موضحا أن أحد أسباب وجود الإلحاد بصوت واصح محاولة هذه الجماعات أن تختطف الإسلام.
من جانبه، أكد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه في جامعة الأزهر أن "حق" الإلحاد في المجتمع "مكفول"، مشددًا: "هو مكفول.. قولي أي مخلوق مصري أراد أن يكون كذلك هيكون ولا مش هيكون.. ده متاح ولا مش متاح؟؟ هو أة متاح لكن باقي السؤال: هل مواجهة هذه الظاهرة ضرورة؟".
وفي وقت سابق، أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، تقريرًا يرصد فيه أسباب تزايد ظاهرة الإلحاد بين الشباب في الدول الإسلامية، لا سيما دول المنطقة التي تمر بمتغيرات سياسية واجتماعية كبيرة، لافتا إلى تشويه الجماعات الإرهابية التكفيرية لصورة الإسلام من خلال تطبيق مفهوم خاطئ للإسلام، وتقديم العنف والقتل وانتهاك حقوق الإنسان على أنها من تعاليم الإسلام.
ونقل المرصد عن مركز "ريد سي" التابع لمعهد "جلوبال"، أن مصر هي الأعلى عربيا في نسب الإلحاد، حيث إن بها 866 ملحدا، بينما في ليبيا ليس بها سوى 34 ملحدا، أما السودان ففيه 70 ملحدا فقط، واليمن فيه 32 ملحدا، وفي تونس 320 ملحدا وفي سوريا 56 ملحدا وفي العراق 242 ملحدا وفي السعودية 178 ملحدا وفي الأردن 170 ملحدا وفي المغرب 325 ملحدا.
وأشار تقرير دار الإفتاء إلى أن ظاهرة الإلحاد من الظواهر المعقدة التي تتداخل فيها العوامل الفكرية والنفسية والاجتماعية؛ ولذا فإن تحليلها والبحث في أسبابها يحتاج إلى جهد كبير وبحث دقيق من مختصين في الفكر والدين والفلسفة وعلم النفس والاجتماع.
وكشف التقرير أن مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة وفرت لهؤلاء الشباب المغرر بهم مساحات كبيرة من الحرية أكثر أمانا لهم للتعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم في رفض الدين، بعيدًا عن التابوهات التي تخلقها الأعراف الدينية والاجتماعية.
وتابع قائلا إن عددا من الدراسات والإحصاءات أظهرت أن الإلحاد – في السنوات الأربع الماضية –شهد نشاطًا كبيرًا فسرعان ما ظهرت عشرات المواقع الإلكترونية على الإنترنت تدعو للإلحاد وتدافع عن الملحدين، وفي مقدمتهم "الملحدين المصريين" و"ملحدون بلا حدود" و"جماعة الإخوان الملحدون" و"مجموعة اللا دينيين" و"ملحدون ضد الأديان"، و"ملحد وأفتخر" و"ملحد مصري"، و"أنا ملحد".