أزهري: لعبة "كونكر" حرام شرعًا
أفتى عمرو جبران، أحد علماء الأزهر الشريف، بحرمانية لعبة "الكونكر"، وقال إنها من المحرمات وتضييع للوقت، والله والرسول حذرونا من ضياع نعم الله وهو الوقت.
وأضاف "جبران" في مداخلة هاتفية لبرنامج "انفراد" مع سعيد حساسين عبر فضائية "الرافدين+"، أن اللعبة لا تخلو من المقامرة، والله يقول: "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه".
وتابع: "هذه اللعبة إن لم تكن قمارًا فهي في حكم القمار الذي حرمه الله، أنا اتجرأ على شيء حرمه الله واعتبره من كبائر الذنوب".
وكان قد أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنّ شريعة الإسلام لم تتوقف لحظة عن دعم كل خير نافع، ومواجهة كل شر ضار في شتى الأزمنة والأمكنة، وتميزت بالواقعية، وراعت جميع أحوال الناس واحتياجاتهم وحقوقهم في شمولٍ بديعٍ، وعالمية لا نظير لها في الشرائع.
لا عجب - إن علمت هذا- من إباحة اللعب والترويح في الإسلام إذا اعتُبرت المصالح، واجتُنبت المضار؛ مراعاة لنفوس الناس وطبائعهم التي تملُّ العادة، وترغب دائمًا في تجديد النشاط النفسي والذهني والجسدي.
ومع هذه الإباحة والفسحة، لا ينبغي أن نغفل ما وضعه الشرعُ الشريف من ضوابط لممارسة الألعاب حتى يُحافظ المرء من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره، ويمكن إجمال الضوابط في النقاط الآتية:
أولًا: أن يكون لعبًا نافعًا، تعود فائدته على النفس أو الذهن أو البدن.
ثانيًا: ألا يُشغِل عن واجب شرعي، كأداء الصلاة أو بر الوالدين.
ثالثًا: ألا يؤدي اللعب إلى خلافات وشقاقات ومُنازعات.
رابعًا: أن يخلو من الاختلاط المحرم، وكشف العورات التي حقّها الستر.
خامسًا: أن يخلو من إيذاء الإنسان؛ لأنه مخلوق مُكرَّم فلا تجوز إهانته بضرب وجهه -مثلًا- أو إلحاق الأذى به.
سادسًا: أن يخلو من إيذاء الحيوان؛ فقد أمرنا الإسلام بالإحسان إليه وحرم تعذيبه وإيذاءه بدعوى اللعب والترويح.
سابعًا: ألا يشتمل اللعب على مقامرة.
هذا في الألعاب عمومًا، ويُزاد عليها إن كانت الألعاب إلكترونية الآتي:
أولًا: ألَّا تشتمل الألعاب الإلكترونية على صور إباحية عارية، أو أصوات محرمة، أو على فُحش قول وسِبَاب.
ثانيًا: ألّا تشتمل على مُخالفات شرعية كالترويج لسحر أو احتوائها على أفكار إلحادية أو شعارات أديانٍ أخرى، أو مُعتقدات تخالف عقيدة الإسلام الصحيحة، أو يكون بها إهانة مقدساتٍ إسلامية عن طريق جعل الهدايا على التقليل من شأنها أو تدميرها داخل اللعبة.
ثالثًا: ألا تُنَمِّي الميل إلى العنف لدى اللاعب، أو تحثه على إيذاء إنسان أو حيوان، أو تسول له جرائم، أو مُحرمات كشرب الخمر وفعل الفواحش.
رابعًا: ألا تؤذي اللاعب بدنيًا كالألعاب التي تستوجب تركيزًا كبيرًا يؤدى إلى ضعف البصر، أو إيذاء الأعصاب.
ولعبة "الكونكر" من الألعاب الإلكترونية المفتقدة لكثير من الضوابط المذكورة، وأكبر المخالفات احتواؤها على قمار، حيث يلعب فيها أكثر من شخص - في الوقت نفسه- على رصيد وهمي من النقود "على شكل نقاط"، يقامر اللاعبون بهذه النقاط، ويربحون أو يخسرون.