شيخ الأزهر لـ المسيحيين: وحدتنا هي الصخرة الوحيدة التي تتحطم عليها المؤامرات
ناشد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، المسلمين في الشرق بالاستمرار في احتضان إخوانهم من المسيحيين في كل مكان، فهم شركاءنا في الوطن، وأخوتنا التى يذكرنا قرآننا الكريم بأنهم أقرب الناس مودة إلينا، فجميع المسيحيين قلوبهم مملوءة خير ورأفة ورحمة، والله سبحانه وتعالى جعل في قلوبهم هذه الخصال الحميدة، وهو ماسجله القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً".
وأضاف "الطيب"، خلال كلمته على هامش مؤتمر الأخوة الإنسانية بالإمارات، اليوم الإثنين، أننا يجب علينا كمسلمين ألا ننسى أن المسيحية احتضنت الإسلام حين كان وليدًا، وحمته من طغيان الوثنية والشرك التى كانت تتطلع لإغتياله في مهده، وذلك حين أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- المستضعفين من أصحابه وهم أكثر تابعيه حن اشتد عليهم أذي قريش، وقال اذهبوا إلى الحبشة فإن بها ملك لايُظلم أحد في جواره، وكان قد استقبلهم هذا الملك المسيحي في دولتهم المسيحية وحماهم وأكرمهم، ثم أعادهم للمدينة بعد أن اشتد عود الإسلام.
ووجه، كلمة لمسيحيين الشرق قال فيها: "أنتم جزء من هذه الأمة، وأنتم مواطنون ولستم أقلية، وأرجوكم أن تتخلصوا من مصطلح الأقلية الكريه، فأنتم مواطنون كاملوا الحقوق والواجبات، واعلموا أن وحدتنا هي الصخرة الوحيدة التى تتحطم عليها المؤامرات التى لاتفرق بين مسيحي ومسلم.
كما طالب المسلمين في الغرب، بالإندماج في مجتمعاتهم إندماجًا إيجابيًا يحافظوا فيه على هويتهم الدينية، مثلما يحافظوا على قوانين هذه المجتمعات، مشددًا على أن أمن هذه المجتمعات مسئولية شرعية وأمانة في أعناقهم سيسألوا عنها أمام الله سبحانه وتعالى.
وكان شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان قد وصلا مساء أمس الأحد إلى أبو ظبي، حيث كان في استقبالهما سمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ثم استقلا سيارة مشتركة إلى مقر إقامتهما، فيما من المنتظر أن يشاركا اليوم في العديد من الفعاليات المهمة.
وتحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير الجاري، زيارة مشتركة لفضيلة الإمام الأكبر وقداسة بابا الفاتيكان، تحت عنوان "الأخوة الإنسانية"، وهو ما يحظى باهتمام غير مسبوق، إماراتيا وعربيا ودوليا، وبمواكبة حاشدة من أكثر من 700 صحفي وإعلامي، حيث تعدت الزيارة هي الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية، كما أنها تعكس مكانة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، كأكبر مرجعية دينية في العالم الإسلامي، وكونها المؤسسة الأكثر تعبيرا عن سماحة الإسلام وتعاليمه الوسطية المعتدلة.