شيخ الأزهر من مؤتمر الأخوة الإنسانية: حادث 11 سبتمبر دفع ثمنه مليار ونصف مسلم

توك شو

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر


قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن حادثة تفجير برجي التجارة في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر من مطلع القرن الحادي والعشرين، دفع الإسلام والمسلمين ثمنها غاليًا، وأخذ فيها مليار ونصف المليار مسلم بجريمة أفراد لايزيد عددهم عن عدد أصابع اليدين.

وأضاف "الطيب"، خلال كلمته على هامش مؤتمر الأخوة الإنسانية بالإمارات، اليوم الإثنين، أن حادث الحادي عشر من سبتمبر، تم استغلاله استغلالًا سلبيًا في إغراء الإعلام الدولي بإظهار الإسلام في صورة الدين المتعطش لسفك الدماء، وتصوير المسلمين في صورة برابرة متوحشين أصبحوا خطرًا داهمًا على الحضارات والمجتمعات المتحضرة، ونجح هذا الإعلام في بعث مشاعر الكراهية والخوف في نفوس الغرب من الإسلام والمسلمين، وسيطرة عليهم حالة من الرعب ليس من الإرهابيين فقط،بل من كل ماهو إسلامي جملة وتفصيلًا.

وتابع شيخ الأزهر الشريف، إن وثيقة الأخوة التى نحتفل بإطلاقها اليوم ولدت على مائدة كريمة كنت فيها ضيف على أخي وصديقى العزيز فرانسيس، في منزله العامر، ولقيت ترحيبًا واستحسانًا كريم من قداسته، ودعم وتأيد مني، وذلك بعد حوارات عدة تأملنا فيها أوضاع العالم واحواله، ومأسي القتل، والفقراء والبوساء والأرامل واليتامى والفارين من ديارهم وأوطانهم، وماالذي يمكن للأديان الإلهية أن تقدمه كطوق نجاه لهؤلاء التعساء، مشيرًأ إلى أن ما ادهشة هو تطابق همومه مع قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، وأن كلًا منهم استشعر حرمة المسئولية التى سيُحاسبنا الله عليه في الدار الأخرة، وكان بابا الفاتيكان يتألم لهموم كافة الناس دون تمييز ولاتفرقة.

هذا وشهد اليوم الثانى لزيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للإمارات الكثير من الفعاليات، وعقب الاستقبال الرسمى للبابا بقصر الرئاسة، التقى قداسته مع محمد بن زايد ولى عهد أبو ظبى كما جمع البابا فرانسيس وشيخ الأزهر لقاء فى مسجد زايد الكبير.

والتقى فضيلة الإمام الأكبر عددا من كبار القيادات الدينية والرموز الفكرية والثقافية، المشاركين في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي انطلقت فعالياته الأحد، فى قصر الإمارات، في أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وينظمه مجلس حكماء المسلمين.

وأعرب فضيلته عن تقديره لما شهدته جلسات وورش عمل المؤتمر من مناقشات ثرية وأفكار إيجابية، تستهدف التأكيد على الجوهر الإنساني للأديان، وما تتضمنه تعاليمها من قيم أخلاقية رفيعة ومبادئ سامية، ترسم الطريق لخير الإنسان وسعادته، وتفتح الأبواب على مصراعيها للسلام والتعايش والتسامح بين البشر، على اختلاف أديانهم وثقافاتهم.

وشدد شيخ الأزهر، على الدور المحوري والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق القيادات الدينية كي يصنعوا فيما بينهم نموذجا وقدرة للسلام والمحبة التي ينبغي أن تسود بين أتباعهم، وأن يعملوا بجهد من أجل تشييد جسور الحوار والتعاون مع الآخرين، وهو ما يتطلب مواجهة شجاعة مع أصحاب الأفكار الانعزالية، سواء من يتطرفون في فهم تعاليم الأديان أو من يسعون لتنحية الدين كلية عن حياة البشر وتعاملاتهم.

وأوضح أن استضافة دولة الإمارات العربية الشقيقة لهذا المؤتمر المهم، يؤكد على "العزم الصادق لهذا البلد الطيب في دعم كل الأفكار الخيرة، وعلى ما تبذله من جهد وافر، من أجل ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وهو أمر نحييه ونشيد به".