خالد منتصر: أنصار الإسلام السياسي يشتركون في عدم الإنسانية وجلافة الإحساس
علق الدكتور خالد منتصر، الكاتب والإعلامي، على اغتيال الروائي العراقي علاء مشذوب، قائلا: "لن أتكلم في التفاصيل البوليسية السياسية في هذه القضية، لكن ما استرعى انتباهي في هذه القضية أن القتل كان بسبب الفكر والرأي"
وتابع "منتصر"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد الباز، ببرنامج "90 دقيقة"، المذاع على فضائية "المحور"، مساء الاحد، أن نواة الإسلام السياسي سواء شيعة أو سنة أو أي مذهب، تحمل نفس الذهنية المتطرفة، معقبًا: "عندما تذهب لغة المنطق تبدأ لغة الرصاص".
وأضاف: "3 أشخاص من أصحاب الفكر والرأي تعرضوا للقتل بسبب الرأي، أولهم فرج فودة الذي اغتيل عقب مناظرة فكرية، والمحامي شكري بلعيد اغتيل بعدد من الرصاصات أمام منزله، وأخي علاء مشذوب، قتل بعد خروجه من لقاء أدبي عادي"، لافتًا إلى أن الملفت للنظر أن الثلاثة قتلوا بعد مناظرات فكرية.
وأشار إلى أن التمثيل والتشفي، وعدم الإنسانية وجلافة الإحساس وغلاظته يشترك فيه كل أنصار الإسلام السياسي، معقبًا:" كأن الإنسانية انتزعت منهم انتزاعًا".
وأـفاد أن قتلة شهداء الرأي لم يقرأوا أي إنتاج الفكري لضحاياهم، وعن سبب قتلهم لهؤلاء المفكرين والأدباء كان رد القتلة:" قالوا لي"
ولفت إلى أن اتهامات التكفير في الإعلام، من الممكن أن تنتهي باغتيال أي كاتب رأي مقدمًا العزاء لكل مثقف عراقي أو مصري لا يحمل سوى قلمه لمواجه السلاح.
وشيع العراقيون الأحد جثمان الكاتب الروائي علاء مشذوب إلى مثواه الأخير وسط مدينة كربلاء، وفارق الروائي العراقي الحياة إثر إصابته على يد مجهولين وجهوا نحوه 13 طلقة أردته قتيلا.
وكان مشذوب دائم النقد لإيران وتدخلها في العراق، ففي 17 كانون الثانييناير المنصرم، كتب مشذوب منشورا على فيسبوك منتقدا أية الله الخميني، قائد الثورة الإيرانية في 1979.
وقد هزت واقعة الاغتيال مجتمع الأدباء والروائيين في العراق والعالم العربي.
الروائي أحمد سعداوي، صاحب رواية "فرانكنشتاين في بغداد" التي لاقت نجاحا عالميا، كتب يقول: "أي خسّة ونذالة وجبن أن تطلق النار على شخص أعزل إلا من كلماته وأحلامه".
وأضاف سعداوي أن "العار سيلاحق المجرمين والقتلة أينما كانوا. والعار سيلاحق السلطات المحلية في كربلاء ومن خلفهم أجهزة وزارة الداخلية، إن لم تسارع للكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة بأسرع وقت".
يوسف زيدان، الأديب المصري الشهير، كتب عبر صفحته على فيسبوك منشورا يرثي فيه مشذوب، قال فيه "أمضيتُ فترة منتصف الليل مؤرقا، ومنقبا عن أخبار الرجل الذي رحل وكتاباته الروائية، فلما تزحف نحوي نورُ الفجر، وجدت على ضوء البصيرة أن في مأساة مقتله غدرًا، جاءت النتيجة بعكس المطلوب".
وأشار زيدان إلى أن المهووسين دينيا أرادوا إسكات مشذوب، فانتشرت كلماته بعد ساعات قليلة من اغتياله.