عاصم الدسوقي: مفهوم الثورة لا ينطبق إلا على 1952
قال المؤرخ عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث، إن مفهوم الثورة بمعنها العلمي لا ينطبق إلا على ثورة 1952.
وأضاف "الدسوقي"، خلال حواره مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج "صالة التحرير"، المذاع على فضائية "صدى البلد"، مساء السبت، أن التعريف العلمي للثورة هو ما يحدث تغيير جذري في المجتمعات.
وأوضح أستاذ التاريخ الحديث، أن ما قام به أحمد عرابي لا ينطبق عليه المفهوم العلمي للثورة ولكنه حراك ووعي في المجتمع، أما الضباط الأحرار نجحوا في الوصول للسلطة.
يشار إلى أن الثورة العرابية هي الثورة التي قادها أحمد عرابي في فترة 1879-1882 ضد الخديوي توفيق والتدخل الاجنبي في مصر وسميت آنذاك هوجة عرابي.
وظهر نجم الزعيم الوطني ضابط الجيش أحمد عرابي الذي قدم عريضة في 15 يناير سنة 1881 ومعه عبدالعال حلمي، وعلى فهمي يطلبون فيها عزل وزير الحربية عثمان رفقي، فكان رد رياض باشا أن قبض عليهم، فأنتفض الجيش للثورة على الخديوي وطالب بعزل وزير الحربية عثمان رفقي الذي ظلم الضباط المصريين ونتج عن الاستجابة لهذه الطلبات:
1- موافقة الخديوي وهو مرغم على عزل عثمان رفقي باشا، وتعيين محمود سامي البارودي بدلا منه.
2- ارتفاع شأن عرابي كزعيم وطني يمكن الاعتماد عليه في تحقيق طلبات الشعب في الحرية والتحرر من النفوذ الأجنبي.
وفي 9 سبتمبر 1881 اندلعت الثورة العرابية. وهذه المرة لم تكن في نطاق عسكري فقط بل شملت أيضا المدنين من جميع فئات الشعب وكانت أهم الأسباب:
- سوء الأحوال الاقتصادية.
- التدخل الأجنبي في شؤون مصر.
- معاملة رياض باشا القاسية للمصريين.
وشارك الشعب المصري بكامل طوائفه مع الجيش بقيادة عرابي الذي أعلن مطالب الشعب للخديوي توفيق وكانت:
1. زيادة عدد الجيش إلى 18000 جندي.
2. تشكيل مجلس شورى النواب على النسق الأوروبي.
3. عزل وزارة رياض باشا.
وتبلور رد فعل الخديوي علي مطالب الشعب قائلًا: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت مُلك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا'. إلا أن عرابي قال: لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار فوالله الذي لا إله ألا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم.
استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة، وكان رجلا كريمًا مشهودًا له بالوطنية والاستقامة، فألف وزارته في (14 سبتمبر 1881م)،وكان محمود سامي البارودي وزيرا للحربية بها، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم عصف بهذا الجهد تدخل إنجلترا وفرنسا في شئون البلاد بإرسال المذكرة المشتركة الأولى في 7 يناير 1882 والتي أعلنتا فيها مساندتهم للخديوي، وتأزمت الأمور، وتقدم "شريف باشا" باستقالته في (2 فبراير 1882 م) بسبب قبول الخديوي تلك المذكرة.
وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب وزير الحربية، وقوبلت وزارة البارودي بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية؛ لأنها كانت تحقيقًا لرغبة الأمة، ومعقد الآمال، وكانت عند حسن الظن، فأعلنت الدستور، وصدر المرسوم الخديوي به في (7 فبراير 1882 م). وسميت هذه الوزارة باسم وزارة الثورة لأنها حققت رضا الشعب والجيش معًا.