شقيقة والد خديجة تناشد "السيسي" بمنع الطفلة من السفر لسويسرا ( فيديو)
ناشدت رانيا عبد الحميد سلطان، شقيقة والد الطفلة خديجة سلطان، الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل السريع لمنع سفر ابنة شقيقها لسويسرا بعد حصول والدتها السويسرية على حكم تولي حضانتها.
وقالت رانيا عبد الحميد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد الباز، ببرنامج "90 دقيقة"، المذاع على فضائية "المحور"، مساء الأحد، إن والد خديجة لن يتمكن من رؤيتها مرة أخرى في حال السفر لسويسرا، لافتة إلى ضرورة أن تبقى خديجة في القاهرة لحين إلى أنه يمكن الانتهاء من النزاع القضائي بين الأم والأب حول الحضانة.
وأضافت أن والد خديجة هو من تولى رعايتها منذ ولادتها إلى أن وصل عمرها لـ10 سنوات، ولا يمكن أن تؤخذ ابنة من والدها بعد هذه الفترة.
يذكر أن هناك أزمة حدثت بين بين الخارجية المصرية والسفارة السويسرية بالقاهرة في عام 2002 بسبب قضية الزوج المصري محمد فوزي ملش وزوجته السويسرية اليزابيث هوديلز التي لجأت إلى سفارة بلادها في القاهرة وبصحبتها أولادها الثلاثة منذ 17 مايو (ايار) الماضي. ورفضت السفارة طوال الفترة الماضية تمكين الزوج المصري من رؤية أولاده بالرغم من حصوله على حكم قضائي يتيح له هذا الحق. وأعربت مصادر مصرية مطلعة عن عدم رضاء وزارة الخارجية المصرية من تعامل السفارة السويسرية بالقاهرة في القضية.
وكشفت المصادر بأن السلطات المصرية حملت السفارة المسؤولية الكاملة في حالة هروب الزوجة المذكورة والتي أشارت إلى أنها ستتعرض للقبض عليها من قبل السلطات المصرية حالة خروجها من السفارة ومحاولتها الهرب بتهمة الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي مصري. وكشفت المصادر عما اعتبرته تواطؤا للسفارة مع الزوجة المذكورة وأنها لم تتخذ موقفًا حاسمًا معها بل وفرت لها الاقامة والملاذ الآمن بدعوى أنها مواطنة سويسرية. واستغربت أن السفارة لم تبسط نفس المعاملة أو الرعاية على الزوج برغم أنه يحمل الجنسية السويسرية حتى كونه مواطنا سويسريا.
وذكرت في هذا السياق أن السلطات المصرية المعنية طلبت ذلك من سفير سويسرا بالقاهرة كمحاولة أخيرة لحل هذه المشكلة المعقدة بين الطرفين، لكنه لم يستجب أو يعط هذا الطلب اهتمامًا. ونوهت عن تحذيرات أبلغتها السلطات المصرية من أي محاولة للسفارة لتهريب الزوجة أو الاتيان بعمل قد يضر بالعلاقات أو يلقي بآثاره السلبية عليها سيعتبر انتهاكا للقوانين المصرية.
وأبدت المصادر استغرابها لموقف السفارة الذي اعتبرته أسهم في تعقيد القضية وتساءلت اذا كانت الزوجة ستظل تأوي ابناءها هناك لأجل غير مسمى رغم علمها بأنها تنتهك القوانين وتمتنع عن تنفيذ حكم قضائي صدر لصالح الزوج المصري وقت اقامتهما معًا على الأراضي المصرية. وكانت لجنة للمساعي الحميدة تتبع وزارة الخارجية المصرية وتضم ممثلين من وزارتي العدل والداخلية والخارجية بجانب مكتب النائب العام ودار الافتاء قد عقدت سلسلة اجتماعات على مدى الأشهر الماضية منذ اعتصام الزوجة بالسفارة غير أن كافة المقترحات والحلول باءت بالفشل وتحطمت على صخرة موقف الزوجة وتعنتها ورفضها حتى تمكين الأب من رؤية أبنائه.
وعلى صعيد تطور القضية تقدم الزوج محمد ملش الأسبوع الماضي إلى الخارجية المصرية بطلب الاحتفال بعيد ميلاد ابنته الصغرى أنوار «11 سنة» الذي يحل مطلع الشهر المقبل، وقامت الخارجية المصرية بالاتصال بالسفارة السويسرية لدى القاهرة وطالبتها بتنفيذ هذه الرغبة الانسانية لكنها فوجئت برفض السفارة والقاء تبعية الرفض على الطفلة أنوار.
فردت الخارجية المصرية على الرفض من قبل السفارة السويسرية بالقاهرة، بلهجة عنيفة تستنكر عدم قيامها بدور مناسب فيه حرصًا على العلاقة الأسرية بين الزوج المصري وزوجته السويسرية وابنائهما الثلاثة، وطالبتها بتمكين الأب المصري «ملش» من رؤية ابنته يوم ميلادها خاصة أنه لا يريد سوى الاحتفال بابنته وتقديم هدية لها في يوم ميلادها. وكانت السفارة السويسرية قد رفضت قبلًا أداء الأبناء الثلاثة لامتحانات نهاية العام رغم موافقة وزارة التربية والتعليم المصرية على السماح بعقد لجنة خاصة لهم لتأمين الامتحان داخل مقر السفارة، كما رفض المسؤولون بالسفارة السويسرية كل طلبات الزوج المصري وعائلته لمشاهدة الأبناء، ملقين بتبعية هذا الرفض على عاتق الأبناء صغار السن. وفي الوقت نفسه استقدمت السفارة السويسرية طبيبا نفسيا سويسريا للجلوس مع الأولاد والأم وعندما التقى الطبيب النفسي بالأب المصري «ملش» كانت كل أسئلته تنصب حول مؤدي واحد هو ماذا سيكون رد فعلك في حالة هروب زوجتك من مصر وبرفقتها أولادك الثلاثة، وقد أكد الزوج المصري «ملش» في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أنه لن يتنازل عن حقه في حضانة أولاده ولن يفرط في الاحتفال بعيد ميلاد ابنته ولن يقدم الوسيلة من أجل ادخال الفرحة في قلب ابنته في مثل هذا اليوم رافضًا بشدة الافصاح عن نوعية الوسيلة التي سيستخدمها من أجل هذا الغرض، وقال ملش ان «أولادي طوال الشهور الماضية المحتجزين خلالها داخل مقر السفارة السويسرية بالقاهرة يتعرضون لعمليات غسيل مخ أبشع مما أسماه عمليات غسيل الأموال التي تقوم بها البنوك السويسرية». وطالب الخارجية المصرية وكل الأجهزة المسؤولة بايجاد وسيلة تجبر السفارة السويسرية على تنفيذ أحكام القضاء المصري التي منحته حق حضانة أولاده، وقال ان الحصانة الدبلوماسية لم توضع لحماية الاختطاف ومخالفة قوانين البلاد التي تستضيف السفارات الأجنبية، وأوضح ملش أنه يقدم لزوجته كل الحلول، سواء البقاء في مصر ومنحها حق رؤية الأولاد أو الذهاب إلى سويسرا بشرط استمرار حقه في حضانة الأولاد، لكن زوجته السويسرية تصر على عنادها وترفض أية حلول وسط تمنح الأب المصري حقوقه في رعاية ورؤية أبنائه.
وكان الزوج المصري «محمد فوزي ملش» 48 سنة قد سافر إلى سويسرا عام 1980 والتحق هناك بعدة وظائف كمهندس كومبيوتر ثم تزوج عام 1987 من السويسرية «اليزابيث هودلز» 38 سنة بعد تعارف تم أثناء دراستهما سويًا في معهد للكومبيوتر، وأنجبا بعد زواجهما ثلاثة أبناء خالد 15 سنة وطارق 13 سنة وأنوار 11 سنة.
وفي عام 1998 وبدون أية مقدمات طلبت الزوجة السويسرية الطلاق، وبعد عامين وقبل حصولها على أي حكم قضائي نهائي من المحاكم السويسرية بالطلاق أو حضانة الأولاد، غادر الزوج المصري سويسرا وعاد الى القاهرة في عام 2000 وخلال عامين استقرت أحواله مع أولاده وألحقهم بمدرسة المقطم للغات، ولكنه فوجئ في 17 مارس (آذار) الماضي بقدوم زوجته من سويسرا وقيامها باختطاف أولادهما من أمام المدرسة وحاولت الهروب بهم عبر منفذ الغردقة الجوي بجوازات سفر سويسرية وبعد تغيير ملامحهم، ولكن محاولتها للهروب باءت بالفشل لأن الزوج المصري كان قد حصل على أحكام قضائية بحضانة أولاده، واستصدر قرارًا بمنعهم من السفر الا بصحبته أو موافقته، ورغم محاولة الزوجة خطف الأولاد والهروب بهم، إلا أن الزوج المصري وافق على استضافتها ومكنها من الاقامة مع والدته برفقة أولادهما إلا أن الزوجة السويسرية بعد شهرين من الاقامة مع أولادها وحماتها المتقدمة في السن، قامت فجر الجمعة 16 مايو (آيار) الماضي باختطاف الأولاد والذهاب بهم الى مقر السفارة السويسرية بالقاهرة الكائنة في شارع عبد الخالق ثروت بوسط العاصمة حيث أعلنت اعتصامها ورفضت حتى الآن حلولا وسط وأصرت على عودة أولادها بصحبتها الى سويسرا أو البقاء داخل مقر السفارة حتى بلوغهم سن الرشد بحيث يصبحون قادرين على اتخاذ القرار بعيدًا عن حضانة الأب أو الأم.