دبلوماسي سابق: مصر ستلعب دورًا كبيرًا في استراتيجيات الطاقة بالشرق الأوسط المرحلة المقبلة
قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن غاز شرق المتوسط له أبعاد استراتيجية نظًرًا للاحتياطات الضخمة من الغاز الطبيعي والبترول المتواجدة في هذه المنطقة.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، خلال مداخلة هاتفية مع الفضائية "المصرية"، مساء الإثنين، أن هذه الاحتياطات الضخمة متواجدة في منطقة مليئة بالصراعات سواء على الزعامة أو الهيمنة على امدادات الطاقة، لافتًا إلى أن مصر منذ بداية الولاية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي كانت حريصة على إطلاقة ما يسمى بمبادرة شرق المتوسط التي تجمع كلًا من مصر واليونان وقبرص، مؤكدة أن هذه المبادرة مفتوحة لكل الدول الموجودة بشرق المتوسط، حتى تكون أداة لتوظيف هذه الثروات لتنمية المنطقة، بدلًا من أن تكون أداة للصراع.
وأضاف أن منتدى غاز شرق المتوسط جاء امتدادً لمبادرة شرق المتوسط على النهج السلمي المتحضر الذي يلتزم بالقانون الدولي واتفاقيات الأمم المتحدة لقانون البحار، خاصة المواد المتعلقة بتعين الحدود البحرية، خاصة المنطقة الاقتصادية في البحر المتوسط.
وأشار إلى أن مصر ستلعب دورًا كبيرًا في استراتيجيات الطاقة في شرق المتوسط والشرق الأوسط خلال العقود المقبلة، لافتًا إلى أن أنشاء منتدى شرق المتوسط في القاهرة هي خطوة صحيحة، وسيضع الإطار الإقليمي الأمثل للتعامل مع كافة التحديات الإقليمية التي نشأت حول احتياطات الطاقة الضخمة في شرق المتوسط.
واجتمع كل من وزراء الطاقة القبرصي واليونانى والإسرائيلى والإيطالى والأردنى والفلسطينى في القاهرة، اليوم الاثنين، لمناقشة إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)، وذلك بناء على دعوة وزير البترول المصري طارق الملا.
وأعلن الوزراء، حسب بيان لوزارة البترول، عن اعتزامهم إنشاء «منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)»، بهدف تأسيس منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية بما يتفق ومبادئ القانون الدولي، وتدعم جهودهم في الاستفادة من احتياطياتهم واستخدام البنية التحتية وبناء بنية جديدة وذلك بهدف تأمين احتياجاتهم من الطاقة لصالح رفاهية شعوبهم.
ونوه الوزراء إلى أن الاكتشافات الغازية الكبيرة فى الحقول البحرية بشرق البحر المتوسط سيكون لها تأثير عظيم على تطور الطاقة والتنمية الاقتصادية بالمنطقة، كما أكدوا أن التوسع في الاكتشافات الجديدة والاستغلال الأمثل لها سيكون له بالغ الأثر على أمن الطاقة بالمنطقة.
كما أكدوا على ضرورة التعاون وفقا لمبادئ القانون الدولى فى منطقة شرق المتوسط بين منتجي الغاز الحاليين والمحتمل بين أطراف الاستهلاك والعبور في المنطقة، وذلك لتعميق التفاهم والوعي المتبادل بالتحديات والمصالح المشتركة فى مجال الطاقة بين دول شرق المتوسط، كما شدد الوزراء على التزامهم بالعمل على تمهيد الطريق للتعاون المثمر في المجالين التقني والاقتصادي، بهدف الاستغلال الكفء لإمكانات الغاز في المنطقة.
وأكد الوزراء كذلك على التزامهم بتعزيز التعاون وبدء حوار منهجى منظم حول السياسات المتعلقة بالغاز الطبيعي، بما يؤدي إلى تنمية سوق إقليمي مستدام للغاز، وهو ما سيطلق العنان لتعظيم الاستفادة من موارد الغاز الكامنة في المنطقة كما شدد الوزراء أيضًا على أهمية تشجيع المشاركة الفعالة وإتاحة فرص المساهمة الملائمة من جانب أطراف صناعة الغاز والقطاع الخاص الذي يشمل المستثمرين وجهات التمويل وكافة الأطراف المعنية.
ووجه الوزراء كبار المسئولين ببدء المحادثات الرسمية حول هيكل المنتدى بهدف الاتفاق على تفاصيله والعودة للسادة الوزراء بتوصيات لمناقشتها فى الاجتماع المقبل المقرر له إبريل 2019 لإبداء توصياتهم.
واتفق الوزراء على أن الأهداف الرئيسية لمنتدى غاز شرق المتوسط ستتضمن - ضمن أهداف أخرى - ما يلي:
أ. العمل على إنشاء سوق غاز إقليمية يخدم مصالح الأعضاء من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.
ب. ضمان تأمين العرض والطلب للأعضاء مع العمل على تنمية الموارد على الوجه الأمثل والاستخدام الكفء للبنية التحتية القائمة والجديدة مع تقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية.
ج. تعزيز التعاون من خلال خلق حوار منهجي منظم وصياغة سياسات إقليمية مشتركة بشأن الغاز الطبيعي بما فى ذلك سياسات الغاز الإقليمية.
د.تعميق الوعى بالاعتماد المتبادل والفوائد التي يمكن أن تجنى من التعاون والحوار فيما بين الأعضاء، بما يتفق ومبادىء القانون الدولى.
ه. دعم الأعضاء أصحاب الاحتياطيات الغازية والمنتجين الحاليين في المنطقة في جهودهم الرامية إلى الاستفادة من احتياطياتهم الحالية والمستقبلية من خلال تعزيز التعاون فيما بينهم ومع أطراف الاستهلاك والعبور في المنطقة، والاستفادة من البنية التحتية الحالية، وتطوير المزيد من خيارات البنية التحتية لاستيعاب الاكتشافات الحالية والمستقبلية.
و. مساعدة الدول المستهلكة في تأمين احتياجاتها وإتاحة مشاركتهم مع دول العبور في وضع سياسات الغاز في المنطقة، مما يتيح إقامة شراكة مستدامة بين الأطراف الفاعلة في كافة مراحل صناعة الغاز.
ز. ضمان الاستدامة ومراعاة الاعتبارات البيئية فى اكتشافات الغاز وإنتاجه ونقله وفى بناء البنية الأساسية بالإضافة إلى الارتقاء بالتكامل فى مجال الغاز ومع مصادر الطاقة الأخرى خاصة الطاقة المتجددة وشبكات الكهرباء.
وأكد الوزراء أن منتدى شرق المتوسط للغاز سيتخذ من القاهرة بجمهورية مصر العربية مقرًا له، كما أكدوا على أنه يمكن لأي من دول شرق البحر المتوسط المنتجة أو المستهلكة للغاز أو دول العبور ممن يتفقون مع المنتدى في المصالح والأهداف الانضمام لعضويته لاحقا وذلك بعد استيفاء إجراءات العضوية اللازمة التى يتم الاتفاق عليها بين الدول المؤسسة.
كما أعلنوا أن المنتدى سيكون مفتوحًا لانضمام دول أخرى أو منظمات إقليمية أو دولية بصفة مراقبين، وأنه سوف يعمل على التواصل مع الدول غير الأعضاء بما يساعد على إيجاد حوار وتفاهم مشترك وتحقيق المنفعة المتبادلة وذلك وفقا لما تقتضيه الظروف، كما اتفقوا أن يكون للقطاع الخاص دور هام في المنتدى للمشاركة في أنشطته والاشتراك فى هيئاته التنظيمية كجزء من المجموعة الاستشارية الدائمة لصناعة الغاز.
وأعرب الوزراء في نهاية الاجتماع عن خالص امتنانهم لمصر حكومة وشعبًا للتنظيم الممتاز وكرم الضيافة الذي حظوا به خلال الاجتماع.