دبلوماسي سابق: حديث وزير الخارجية الأمريكية عن ملف القدس لم يكن مرضيًا
قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن حديث مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، عن وقوف الولايات المتحدة مع شعوب المنطقة في مواجهة الإرهاب، ودعم جهود مصر في مواجهة الإرهاب في سيناء، والوقوف ضد التوغل الإيراني في المنطقة كان أمرًا متوقعًا.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، خلال مداخلة هاتفية مع فضائية "اكسترا نيوز"، مساء الخميس، أن "بومبيو" أشاد بما حققته مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي في مجال الحريات، خاصة الحرية الدينية، مضيفًا أن حديث وزير الخارجية الأمريكية عن ملف القدس لم يكن مرضيًا، لأن الولايات المتحدة عليها أن لا تتقدم بأي مقترحات حول القضية الفلسطينية قد تضر بهذا الملف.
وأشار إلى أن التوغل الإيراني التركي في المنطقة خطر ومرفوض، وعلى دول المنطقة أن تتصدى لهذا الأمر، مشيرًا إلى أن التوغل الإيراني في حاجة لوقفة سياسية دبلوماسية أكثر من كونها أمنية عسكرية.
وأوضح أن فلسطين هي أحد قضايا الاستقرار في المنطقة، والحديث على حل القضية الفلسطينية لابد أن يتسق مع القواعد الدولية حول هذا الأمر، لافتًا إلى أن قرار أمريكا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس قرار سلبي، لكنه يبقى قرار أحادي أمريكي معزول.
وأضاف أن الفاتيكان والولايات المتحدة وأوروبا أشادت بافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لأكبر كنيسة ومسجد في مصر، وهذه إشارة على أن مصر حققت العديد من المكاسب، خاصة فيما يتعلق بملف الوحدة الوطنية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن الشعب الأمريكي يتضامن مع المصري في مواجهة الإرهاب، مشيدا بالدور الذي تلعبه مصر في مواجهة التنظيمات الإرهابية وحماية شعبها.
وأضاف، في كلمته خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري، والذي عرضته فضائية "إكسترا نيوز"، اليوم الخميس، أن الإدارة الامريكية طالما تؤكد على الدور التاريخي الذي تلعبه مصر ضد الإرهاب، لافتا إلى أنه بحث مع شكري العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في الوقت الحالي.
كما تابع أن الرئيس عبدالفتاح السيسي اتخذ خطوات جادة لازدهار الاقتصاد المصري، وبلاده تدعم جهود السيسي لترسيخ التعايش السلمي والتنوع الديني.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى العاصمة المصرية بعد زيارة خاطفة للعراق، ضمن جولة تتضمن ثماني دول.
ومن المقرر أن يلقي بومبيو خطابا من القاهرة حول ملامح الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.
وحسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الجمعة الماضي، يعتزم بومبيو طرح "القضايا الإقليمية الحيوية، وبينها ملف إيران ووضع غزة ومحاربة الإرهاب والتعاون في مجالي الطاقة والاقتصاد". خلال جولته ولقاءاته المختلفة.
وتهدف جولة بومبيو، بحسب تغريدة له على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى بحث الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وخطط واشنطن مع حلفائها وشركائها لزيادة الضغط على السلطات الإيرانية.
ويعقد بومبيو جلسة مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري، الخميس، يناقشان خلالها "سبل تعزيز العلاقات المشتركة وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط"، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
وذكرت مصادر دبلوماسية الجمعة الماضية أن زيارة بومبيو للقاهرة ستستمر ثلاثة أيام، يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين حول "العلاقات بين البلدين، وتطورات القضايا الإقليمية، ومكافحة الإرهاب".
وبدأ وزير الخارجية الأمريكي، الثلاثاء، أولى محطات جولته الشرق أوسطية بالأردن، أعقبها زيارة للعراق، استمرت ساعات، التقى خلالها رؤساء الجمهورية برهم صالح، والحكومة عادل عبدالمهدي، والبرلمان محمد الحلبوسي.
وتشمل جولة بومبيو أيضا السعودية، وقطر، والإمارات، والبحرين، وعمان، والكويت.
وتأتي الجولة في وقت تتزايد فيه الشكوك بشأن التزام الولايات المتحدة بقضايا المنطقة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية في سوريا.
وعُهد إلى بومبيو مهمة توضيح السياسة الأمريكية في المنطقة بعد إعلان ترامب أنه سيسحب كل القوات الأمريكية البالغ قوامها 2000 جندي من سوريا، وهو ما أزعج حلفاء الولايات المتحدة وتسبب في استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس.