معتز عبد الفتاح: مصر بها بعض مكونات الديمقراطية
قال الدكتور معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية، إن فرنسا دولة مستقرة ديمقراطيًا وتنمويًا، لكن مصر دولة بها بعض مكونات الديمقراطية، وهذا الأمر ينطبق على الوضع الاقتصادي.
وتابع "عبد الفتاح"، خلال حواره ببرنامج "المواجهة"، المذاع على فضائية "اكسترا نيوز"، مساء السبت، أن المشكلة في فرنسا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان لديه طموح في أن تحل فرنسا محل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهذا الأمر صعب، لأن ألمانيا هي الحصان الفائز بمكانة إنجلترا بأوروبا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن فوز"ماكرون" بـ80% من جملة الأصوات في الانتخابات الفرنسية خيل له أنه لديه القدرة على فعل أي شيء في فرنسا، فقام بإصلاحات اقتصادية من خلال رفع أسعار الوقود والضرائب، وهذا الأمر كان فوق قدرة المواطن الفرنسي.
وتعيش فرنسا حاليا على وقع احتجاجات شعبية عارمة، حيث شهدت العديد من المناطق الفرنسية مظاهرات لم تخلو من حالات شغب وتدمير وإحراق من جانب المحتجين، كما عرفت انفلات أمني في بعض الحالات من جانب الشرطة، حيث
سجلت حالة وفاة بمدينة "نانت" راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر كما تم حرق احدى السيارات التابعة للشرطة، الشيء الذي أدى إلى إظهار فرنسا في أبشع صورة، فرنسا المتناقضة مع الشعارات التي تقوم عليها الجمهورية الخامسة منذ عهد ديغول إلى الآن، والتي تكمن في مبادئ الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، صورة دفعت بعض النشطاء المغاربة إلى تقاسم بعض صور الحراك الفرنسي المنفلت مقابل صور أخرى تعود لحراك الريف المغربي وكذا حراك حركة عشرين فبراير السلميين محاولين وضع مقارنة بين البلدين مع ترجيح الكفة لصالح المغرب كنموذج للسلمية.
ويرجع محللون أسباب هذه الانتفاضة إلى الرأسمال المعولم، وإلى سياسة ماكرون التقشفية، ثم التعبير عن رفض زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا. وإن كان السبب الرئيسي،لاندلاع المظاهرات في فرنسا، السياسة الضريبية التي انتهجتها الدولة، فضلا عن تزامن هذا الحراك مع مظاهرات عمت مجموعة من عواصم العالم ومنها فرنسا للمطالبة بحماية البيئة، كما شهد الوضع الداخلي أيضا انتفاضة عمال الصحة رفضا لغياب شروط العمل الكريم والعلاج، بالإضافة إلى التظاهر ضد قانون العمل الجديد، وتظاهر النساء في 24 نونبر2018.