علي جمعة: نجحنا في مواجهة ظاهرة "أطفال بلا مأوى" لكننا لم نقضِ على أسبابها
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن مراتب
الإنسان للأشياء تكون على عدة مراتب، المرتبة الأولى هي الضرورة هو إذا لم يتناولها
الإنسان هلك أو أوشك على الهلاك، مثل الأكل والشرب، موضحًا أن أقصى إنسان امتنع عن
الشرب امتنع 3 أيام فقط وفقًا لما سجلته التسجيلات الآن، وامتنع عن الأكل مع الشرب
باستمرار لمدة 40 يوم فقط، ثم يأتيه المرض الذي يؤدي للوفاة، والضرورة هنا تبيح تناول
الخمر والميتة ولحم الخنزير وهو من المحظورات لكونه محرم، وهذا هو تطبيق المبدأ القرآني
الضرورات تبيح المحظورات، فالحفاظ على النفس البشرية مقدم على أكل المحرم من المأكولات.
وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "والله
أعلم" على فضائية "سي بي سي"، اليوم السبت، أن المرتبة الثانية من مراتب
الإنسان للأشياء هي الحاجة والتي إذا لم يتناولها الإنسان يواجه مشقة، مثل الحاجة للسكن،
والمرتبة الثالثة هي التحسينات، مثل عدم وجود الملح في الطعام، والمرتبة الرابعة هي
مرتبة الزينة، كمن يريد تناول وجبه كاملة تشتمل على الفاكهة والمجاميع الغذائية الخامسة،
وتناول الحلو بعد الأكل، والمرتبة الخامسة هي الفضول وهي تشبة وضع الكريمة والكريز
على الكيكة الأصلية.
وتابع، أن الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة تبيح المحظورات
أيضًا، مثل السكن الذي قد يؤدي حال عدم توافره لإصابة المواطن بالبرد الشديد، وهذا
يعني أن يُصاب بمشقة بليغة يُخاف على حياته منها، وهو ما حدث في قضية الأطفال بلا مأوي،
التي نجحنا في القضاء عليها، لكننا لم نقض على أسبابها، مشددًا على أن القضاء على الظاهرة
معجزة وخطوة أولى، لكن الخطوة الثانية والأهم هو القضاء على أسبابها حتى لا تتكرر.
وأطلقت وزارة التضامن، برنامج حماية الأطفال بلا مأوى بالتعاون مع صندوق "تحيا مصر" لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع، الذي يتم تنفيذه في 10 محافظات وهى الأعلى كثافة وتمثل حوالي 80% من عدد الأطفال بلا مأوى.