كلمة السيسي كاملة خلال لقائه مع عدد من المشاركين بمنتدى شباب العالم
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه لا يحب الصراعات، ولا الحروب، والمعاناة والتخلف والضعف، مشددًا على أن الهدف والأمل الذي يسعى إليه أن تكون مصر دولة آمنة مستقرة، متقدمة.
وأضاف "السيسي" في لقاء مع مجموعة من الشباب، على هامش فعاليات منتدى شباب العالم، ردا على سؤال: "ماهو الهدف في حياتك؟"، أنه يتمنى أن ينعم شعب مصر بنسبة معقولة من الحياة المناسبة، موضحا أن مصر فيها 65 مليون تحت سن الأربعين، وانتظروا سنوات طويلة ويتمنى أن يستطيع في فترة ولايته أن يقدم شيئا لشعب مصر، وللإنسانية بشكل أو بأخر من خلال نبذ الصراع والعنف.
وعلق على قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في اسطنبول، مطلع شهر أكتوبر، قائلا أن هذه القضية يجب أن تخضع للتحقيق من قبل دولتين هما السعودية وتركيا، معقبا: "هو إحنا ليه بنسبق الأحداث"، مشددا على أن المشكلات في المنطقة معقدة ولا حاجة للمزايدات.
تساءل على سبب عدم تصديق المواطنين لأن العدالة تأخذ مجراها في القضايا المختلفة، معقبا: "لية انت مبتصدقنيش.. ولية متصور أن بتراجعنا الاقتصادي والتخلف ان ده بيمتد على قيم العدالة اللي عندنا".
وأضاف أن كل القضايا في مصر تخضع للتحقيق من جانب جهات التحقيق الرسمية، "وبالمناسبة كل القضايا التي تحظى باهتمام الدول المتقدمة بتعتبر اننا نستطيع أن نسيس القضاء ونستطيع أخذ القضاء إلى مناطق طبقا لهوانا.. والحقيقة مش كدة".
وأضاف أنه عند الاعتداء على الكنائس المصرية وتم الحكم بالإعدام على المجرمين قيل إن القضاء في مصر عنيف، مضيفا: "لما يقتل في الكنايس والمساجد في مصر أكتر من 500 إنسان.. 3 كنايس يتفجروا.. ويسقط شهداء ومصابين.. أو في المسجد يسقط 324 خلال 10 دقايق.. لما العدالة تقول هنصدر حكم بالإعدام.. مطلوب تحترموا ده".
وجه الرئيس رسالة إلى الشعب التونسي، قال فيها: "خلوا بالكوا من بلدكم وحافظوا عليها.. لأن كل تخريب وتدمير في الدولة انتوا اللي هتدفعوا تمنه"، مشددا على أن الشباب القادم لن يجد فرصة، ويجب أن تحافظوا على المتاح الآن وتطوروه.
وأكد أن من سيحدد مستقبل مصر ليست القيادة ولا الحكومة وإنما شعبها، موضحا أن مصر عددها 100 مليون، وتزيد في سوق العمل بحوالي 800 ألف فرصة عمل، موضحا أن الدول المتقدمة لديها ثبات في عدد السكان، ويعملون على تخفيض نسبة البطالة بـ1% ويقولون "عملنا إنجاز"، مشيرا إلى أن عدد المصريين الذين يدخلون سوق العمل حوالي ربع سكان دولة أخرى.
وشدد على أنه يسهر من أجل مصر، موضحا: "أنا لا يبقيني ساهرا إلا بلدي مصر"، مضيفا: "بالمناسبة والله يشهد على ذلك، أنا عايش نايم صاحي بيها، حتى قبل ما اكون موجود في المكان ده من سنين طويلة فاتت.. وصعبان عليا، ومتألم وغضبان.. لية إحنا كدة.. لازم نغير ما نحن فيه.. بالعمل والصبر والتحمل".
وأشار إلى أنه "مفيش حكم للأبد.. والأبد بينتهي بعمر الإنسان.. يعني محدش هيقعد 100 سنة و200 سنة"، متسائلا: "الدولة ماشية بمين؟؟ ماشية بشعبها.. والتقدم مبيعملوش الرئيس بيعمله الشعب.. واللي بيعمل الفساد المواطنين.. ممكن يكون الرئيس أو الحكومة يشجعوا على كدة لكن المواطنين بيعملوا الفساد".
وأكد أن "الدولة اللي بتتهد مبترجعش تاني"، وهناك سببين لعدم تدمير مصر، أولهما قدري، وربنا سبحانه وتعالي صاحب الحق في أن هذه الدولة لم تتدمر، والسبب الثاني هو أنه "فيه جيش في مصر قوي جدا للي ميعرفش.. مش قوة فلوس ولا قوة عسكرية.. لا.. دي قوة وطنية ومستعد يضحي بنفسه كله علشان يحافظ عليها، وكان سهران عليها علشان متنهارش في وقت كانت مفيش أجهزة أمنية أخرى بعد ضرب وزارة الداخلية".
وشدد على أن الجيش ليس مسيسا ولا مذهبيا، ولا يتبع السلفيين ولا غيرهم، ويوجد فيه المسلم والمسيحي ومن يموت فيه هو شهيد، وهو جيش قوي جدا، مؤكدا: بصوا للعراق وسوريا وليبيا، والصومال الدول اللي تقع مبترجعش تاني"، لافتا إلى أنه بمجرد وجود فرغ تتصور بعض الجماعات أنه لها حق مقدس في السيطرة على الدول، وبعد ذلك يحدث التدمير الذاتي للدول.
وعلق على "صفقة القرن"، قائلا: "هو تعبير أطلقته وسائل الإعلام، ومعندناش معلومات عن الموضوع ده"، لافتا إلى أن هذا الطرح في وسائل الإعلام قد يكون اختبارا، أو لشيء معين، لكن "معنديش بيانات أو معلومات تفصيلية"، مشددا على أن رأي مصر في القضية أن القاهرة ستدعم ما يرتضيه الفلسطينيون لأنفسهم، ولن نفرض عليهم شيء، أو نتحدث بالنيابة عنهم، وما سيوافقون عليه سندعمه، وما يرفضونه سنتوقف عن دعمه.
وقال إنه شكل وعيه وشخصيته من خلال العديد الشخصيات والكتاب والمفكرين، لافتا إلى أنه شخص مصري بسيط يسعى لخدمه بلده، وكان يقرأ للكتاب والمفكرين لكي يستفيد من أفكارهم في بناء فكر خاص به.
كما علق على فكرة وجود "عملة أفريقية موحدة"، قائلا: "ده حلم كبير أوي.. كل اللي بنتمناه في الأول اننا نحط حلم أو حلمين نحققهم وبعدين نتكلم على اللي بعد منهم"، مضيفا أن المقومات لا تسمح حاليا بذلك، والتجربة الوحيدة الناجحة هي التجربة الأوروبية وجاءت بعد 40 عاما من العمل، معقبا: "إحنا نتمنى فقط في الأول نوقف نزيف الدم في أفريقيا، وتحقيق معدل نمو مناسب للجميع".
وخلال اللقاء طلب شاب لبناني يدعى "بلال"، أحد الحاضرين لمنتدى شباب العالم، من الرئيس عبدالفتاح السيسي، السماح لصديق له ذهب إلى دورة المياة وعند عودته للجلسة تم منعه من الدخول.
واستجاب السيسي خلال لقاء مع مجموعة من الشباب، على هامش فعاليات منتدى شباب العالم، لطلب الشاب، وعند عودة زميله انفجر السيسي من الضحك وداعبه قائلا: "متزعلش.. معلش".
وانطلقت فعاليات النسخة الثانية لمنتدى شباب العالم، السبت الماضي، بمدينة شرم الشيخ، للعام الثاني على التوالي، وذلك تحت رعاية وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث يناقش المنتدى العديد من القضايا الدولية برؤية شبابية، ويشارك في فعاليات المنتدى، نحو 5 آلاف شاب، يمثلون نحو 145 دولة تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما.