أسامة الأزهري يستعرض جواهر الحكمة في قصة سيدنا لقمان (فيديو)
تحدث الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، خلال برنامجه "رؤى" الذي يذاع على فضائية " DMC" عن "سيدنا لقمان.. مصباح العقول".
وقال الأزهري، إن سورة لقمان تسجل لنا جواهر الحكمة في حياة سيدنا لقمان عليه السلام، مضيفًا: هناك آراء تقول إن سيدنا لقمان كان من أرض النوبة، وليس غريبًا على النوبة ذلك فهي دائمًا ما تخرج إنسانا طيبًا حكيمًا واثقًا، وهناك آراء تقول إنه من أرض الحبشة لأنه تغلب على بشرته السمرة، وكان سيدًا جليلًا حكيمًا موزونًا في كلامه وفي منطقه.
وأضاف الأزهري، خلال برنامجه "رؤى" أن الحكمة لايمكن للإنسان أن ينالها بالدراسة، فالدراسة والخبرة والتعب والمذاكرة لا تفجر في النفس ينابيع الحكمة، إنما الحكمة قبس، وإلهام صادق، وإيتاء، قال تعالى :"وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ".
وأوضح أن الحكمة هي وضع كل شيء في موضعه، بما معناه أن نتعامل مع الحق على أنه حق، والخطأ على أنه خطأ، مضيفا: الإمام مالك قال إن بعض الناس لما آنسوا منه الحكمة وحفظوا منه العبارات الرشيقة ووجدوها صوابًا بعد حين سألوه ما بلغ بك ما نرى فقال صدق الحديث وأداء الأمانة وترك ما لا يعنيني .
وطالب الأزهري، الباحثين والدارسين للماجستير بعمل بحث تاريخي عن سيدنا لقمان والمكان الذي وجد فيه وجمع كل ماهو منشور عنه وربطها بالحياة والمؤسسات المعاصرة.
ونوه بأن هناك نمط اسمه نقل الخبرة وهو أن يجلس واحد من القدامى مع الجيل الجديد ليتكلم ويعرض خبرته ، فتسري منه روح وزوايا وقيم إلى الجيل الجديد بمجرد أن ينقل لهم تجربة حياته، مضيفا: انقلوا الخبرة إلى الجيل الجديد، حتى يبني كل جيل أفكاره على خلاصة ما بناه الجيل السابق.
واستكمل الأزهري حديثه عن حكم سيدنا لقمان قائلا: قصة التعظيم الكبير للأبوين موجودة في مواضع شتى في القرآن الكريم ، فربنا جعل الوصية بالوالدين مجردة حتى وإن كان على الشرك أن نعاملهما بلطف، مضيفا": تيارت متطرفة تريق الدم بغير ذنب رغم ان القرآن يحثنا على أن نتعامل مع أبوينا ولو كانوا مشركين باللطف واللين".
واستطرد: لا تكبر لدولة على دولة ولا حضارة على حضارة، فلا وجود لذلك في عرف أهل الحكمة ولا تكبر لعائلة على عائلة ولا وظيفة على وظيفة فالناس سواسية كأسنان المشط .