علي جمعة: موقفنا من التراث أننا نأخذ منه مناهجه ونترك مسائله
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن التراث هو الشئ الذي نقل إلينا من الماضي، مشيرًا إلى أن التراث في الإسلام قسمان، قسم مقدس وهو القرآن والسنة، وقسم فهم لهذا المقدس.
وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "والله أعلم" على فضائية "سي بي سي"، اليوم الثلاثاء، أن التراث غير مقدس يتكون من مجموعة عقائد وأفكار وأخلاق صاغها العلماء الأتقياء الأنقياء، وهذا القسم الغير المقدس نأخذ منه مناهجه ونترك مسائلة، وتتمثل مناهج التراث في الحجية والتوثيق والفهم، والتجريب والقطعية والظنية، والإلحاق، والإستدلال، بينما بعض المسائل في التراث لاتتفق مع الواقع المعاصر، نظرا لارتباطها بتوقيت إصدارها.
وتابع، أن من يتمسكوا بالتراث يريدوا سحب زمن السلف على زمننا، وماأحدث اختلاف على زمننا هو الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة، والسلفيين يريدوا أن نعيش زمن السلف بدون اتصالات ومواصلات وتقنيات حديثة، معقبًا: "مايعتزلوا في الجبل بدل ما يشغلوا الناس بحديثهم، طالما شايفين التلفزيون والراديو والإنترنت فتن عليهم الإنسحاب في هدوء والعيش في عزلة".
وشدد، على أن السلفيين يناقضوا أنفسهم، ويريدوا أن نعيش زمن السلف، وهذا يؤدي للهلاك، معقبًا: "عايزينا نعيش عصر الإمام الشافعي، والإمام الشافعي مات بالبواسير لعدم وجود شخص يُجري له عملية البواسير، فكل عصر له مقتضياته، وموقفنا من التراث واضح أن ندرسه دراسة عميقة ونأخذ منه مناهجه، ولانقف عند مسائلة".
وأكد، أن الإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم، مجرد فقهاء يُأخذ منهم ويرد، وكونه ألف 37 مجلد، بينهم مجلدين فقط جيدين فهو تراث فقهي يأخذ منه طبقًا للأدلة والمصلحة والتطبيق.