سالم عبدالجليل: المتشددون استغلوا الآيات المتشابهات في تكفير الناس
قال الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق: إن الآيات المتشابهات التي يصعب على المسلم تفسيرها كقوله تعالى: «الرحمن على العرش استوى»، مشددًا على أنه يجب علينا الإيمان بها ونعمل بالآيات المُحكمة واضحة الدلالة.
وأضاف «عبد الجليل» خلال برنامج «المسلمون يتساءلون» على فضائية المحور، أن المسلمين اتفقوا كلهم، على تنزيه الله تعالى عما يقتضيه ظاهر تلك النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، من الصفات المنافية لكمال الله وألوهيته، تنفيذًا لأمر الله عز وجل، وانسجامًا مع تحذيره من اتباع المتشابه والخوض في تأويله مع ترك المحكم الواضح، وبعد أن اتفقوا على ذلك -وهذا هو القدر الذي يجب أن يعتقده المسلم- اختلفوا في موقفهم من النصوص المتشابهة، إلى مذهبين: أولهما تمسك به السلف المتقدمون، وثانيهما جنح إليه من بعدهم من المتأخرين.
ونوه إلى أن المتشددين استغلوا الآيات المتشابهات في تكفير الناس، مشيرًا إلى أن المذهب الأشعري له تفسير خاص بهذه الآيات، والوهابي له تفسيرات خاصة ولا يحق لأي فريق تكفير الآخر لاجتهاد في تفسيرها.
وأشار إلى أن الفريق الآخر يقول في تفسيره لمعنى «الاستواء» أي استولى، أما الوهابيون فيفسرون «الرحمن على العرش استوى» أي: فالاستواء صفة فعلية للرب تعالى، أثبتها له أهل السنَّة والجماعة، على الوجه اللائق به عز وجل من غير تحريف لمعناها ، كما يقول من يقول: إن معناه: "الاستيلاء"!، ولا تمثيل لها باستواء المخلوق، فإن الله جل جلاله لا يشبهه أحد في ذاته، ولا يشبهه أحد في صفاته.